الصحيفة السجادية (ابطحي) - الإمام زين العابدين (ع) - الصفحة ١١٧
أخفتني؟ ومن يساعدني وأنت أفردتني؟ ومن يقويني وأنت أضعفتني؟
لا يجير يا إلهي إلا رب على مربوب، ولا يؤمن إلا غالب على مغلوب، ولا يعين إلا طالب على مطلوب، وبيدك يا إلهي جميع ذلك السبب، وإليك المفر والمهرب، فصل على محمد وآله، وأجر هربي وأنجح مطلبي.
اللهم إنك إن صرفت عني وجهك الكريم، أو منعتني فضلك الجسيم، أو حظرت (2) علي رزقك، أو قطعت عني سببك (3) لم أجد السبيل إلى شئ من أملي غيرك، ولم أقدر على ما عندك بمعونة سواك، فإني عبدك وفي قبضتك، ناصيتي بيدك، لا أمر لي مع أمرك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، ولا قوة لي على الخروج من سلطانك، ولا أستطيع مجاوزة قدرتك، ولا أستميل (4) هواك، ولا أبلغ رضاك، ولا أنال ما عندك إلا بطاعتك وبفضل رحمتك.
إلهي أصبحت وأمسيت عبدا داخرا (5) لك، لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا بك، أشهد بذلك على نفسي، وأعترف بضعف قوتي، و قلة حيلتي، فأنجز لي ما وعدتني، وتمم لي ما آتيتني، فإني عبدك المسكين المستكين (6) الضعيف الضرير، الذليل الحقير، المهين الفقير، الخائف المستجير.

2 - حظرت: منعت.
3 - سببك: ما يوصلني إليك.
4 - أستميل: أستعطف.
5 - داخرا: صاغرا ذليلا.
6 - المستكين: الخاضع.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست