قد براهم الخوف بري القداح (3) ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض ويقول قد خولطوا (4) ولقد خالطهم أمر عظيم. لا يرضون من أعمالهم القليل. ولا يستكثرون الكثير. فهم لأنفسهم متهمون. ومن أعمالهم مشفقون (5) إذا زكي أحدهم (6) خاف مما يقال له فيقول: أنا أعلم
____________________
(1) استثار الساكن هيجه، وقارئ القرآن يستثير به الفكر الماحي للجهل فهو دواؤه (2) زفير النار: صوت توقدها. وشهيقها الشديد من زفيرها كأنه تردد البكاء أو نهيق الحمار، أي أنهم من كمال يقينهم بالنار يتخيلون صوتها تحت جدران آذانهم فهم من شدة الخوف قد حنوا ظهورهم وسلطوا الانحناء على أوساطهم. وفكاك الرقاب خلاصها (3) القداح - جمع قدح بالكسر - وهو السهم قبل أن يراش. وبراه: نحته، أي رقق الخوف أجسامهم كما ترقق السهام بالنحت (4) خولط في عقله أي مازجه خلل فيه، والأمر العظيم الذي خالط عقولهم هو الخوف الشديد من الله (5) مشفقون: خائفون من التقصير فيها (6) زكى مدحه