(منها) فالقرآن آمر زاجر، وصامت ناطق. حجة الله على خلقه.
أخذ عليهم ميثاقه. وارتهن عليه أنفسهم (2). أتم نوره، وأكمل به دينه، وقبض نبيه صلى الله عليه وآله وقد فرغ إلى الخلق من أحكام الهدى به. فعظموا منه سبحانه ما عظم من نفسه. فإنه لم يخف عنكم شيئا من دينه. ولم يترك شيئا رضيه أو كرهه إلا وجعل له علما باديا وآية محكمة تزجر عنه أو تدعو إليه. فرضاه فيما بقي واحد، وسخطه فيما بقي واحد. واعلموا أنه لن يرضى عنكم بشئ سخطه على من كان قبلكم، ولن يسخط عليكم بشئ رضيه ممن كان قبلكم، وإنما تسيرون في أثر بين، وتتكلمون برجع قول قد قاله الرجال من قبلكم. قد كفاكم مؤونة دنياكم، وحثكم على الشكر، وافترض من ألسنتكم الذكر. وأوصاكم بالتقوى
____________________
(1) أي كما طلب من خلقه أن يحمدوه (2) حبس نفوسهم في ضنك المؤاخذة حتى يؤدوا حق القرآن من العمل به فإن لم يفعلوا لم يخلصوا بل يهلكوا