نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ١ - الصفحة ١٧١
ولم ينفد طول الرغبة إليه مادة تضرعهم (1) ولا أطلق عنهم عظيم الزلفة ربق خشوعهم (2) ولم يتولهم الإعجاب فيستكثروا ما سلف منهم. ولا تركت لهم استكانة الاجلال (3) نصيبا في تعظيم حسناتهم. ولم تجر الفترات فيهم على طول دؤوبهم ولم تغض رغباتهم (4) فيخالفوا عن رجاء ربهم ولم تجف لطول المناجاة أسلات ألسنتهم (5) ولا ملكتهم الأشغال فتنقطع بهمس الجؤار إليه أصواتهم (6) ولم تختلف في مقاوم الطاعة مناكبهم (7). ولم يثنوا إلى راحة التقصير في أمره رقابهم. ولا تعدو (8) على عزيمة جدهم بلادة الغفلات ولا تنتضل في هممهم خدائع الشهوات (9). قد اتخذوا ذا العرش ذخيرة ليوم فاقتهم (10). ويمموه عند انقطاع الخلق إلى المخلوقين برغبتهم (11)
____________________
هنا بواعث الخوف من الله (1) أي أن شدة رجائهم لم تفن مادة خوفهم وتذللهم (2) جمع ربقة بالكسر والفتح وهي العروة من عرى الربق بكسر الراء وهو حبل فيه عدة عرى تربط فيه البهم (3) الاستكانة ميل للسكون من شدة الخوف ثم استعملت في الخضوع (4) دأب في العمل بالغ في مداومته حتى أجهده (5) لم تنقص. وأسلة اللسان طرفه أي لم تيبس أطراف ألسنتهم فتقف عن ذكره (6) الهمس الخفي من الصوت.
والجؤار رفع الصوت بالتضرع أي لم يكن لهم عن الله شاغل يضطرهم للهمس والإخفاء وخفض جؤارهم بالدعاء إليه (7) المقاوم جمع مقام، والمراد الصفوف (8) لا تسطو (9) انتتضلت الإبل رمت بأيديها في السير بسرعة. وخدائع الشهوات للنفس [بما تزينه لها.] أي لم تسلك خدائع الشهوات طريقا في هممهم (10) حاجتهم (11) يمموه قصدوه بالرغبة والرجاء عندما
(١٧١)
مفاتيح البحث: الشهوة، الإشتهاء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست