نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ١ - الصفحة ٢٢٦
حتى كأن الذي ضمن لكم قد فرض عليكم، وكأن الذي قد فرض عليكم قد وضع عنكم. فبادروا العمل وخافوا بغتة الأجل، فإنه لا يرجى من رجعة العمر ما يرجى من رجعة الرزق (1). ما فات من الرزق رجي غدا زيادته. وما فات أمس من العمر لم يرج اليوم رجعته. الرجاء مع الجائي، واليأس مع الماضي. فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون 115 - (ومن خطبة له عليه السلام) في الاستسقاء اللهم قد انصاحت جبالنا (2)، واغبرت أرضنا، وهامت دوابنا.
وتحيرت في مرابضها، وعجت عجيج الثكالى على أولادها، وملت التردد في مراتعها، والحنين إلى مواردها. اللهم فارحم أنين الآنة، وحنين الحانة. اللهم فارحم حيرتها في مذاهبها، وأنينها في موالجها (3).
____________________
كفرح - خالطه فساد الأوهام (1) الذي يفوت من العمر لا يرجى رجوعه بخلاف الذي يفوت من الرزق فإنه يمكن تعويضه (2) انصاحت جفت أعالي بقولها ويبست من الجدب. وليس من المناسب تفسير انصاحت بانشقت إلا أن يراد المبالغة في الحرارة التي اشتدت لتأخر المطر حتى اتقد باطن الأرض نارا وتنفست في الجبال فانشقت. وتفسير بقية الألفاظ يأتي في آخر الدعاء لصاحب الكتاب (3) مداخلها في
(٢٢٦)
مفاتيح البحث: الرزق (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»
الفهرست