____________________
إذ بعد الموت لا يمكن التدارك ولا ينفع الندم. فوسائل النجاة إما عمل صالح أو اقلاع عن خطيئة بتوبة نصوح كلاهما لا يكون إلا في دار التكاليف وهي دار الدنيا (1) أي لا نجاة بعمل يعمل للدنيا إذ كل عمل يقصد به لذة دنيوية فانية فهو هلكة لا نجاة (2) ما أخذوه منها لها كالمال يذخر للذة ويقتنى لقضاء الشهوة. وما أخذوه لغيرها كالمال ينفق في سبيل الخيرات يقدم صاحبه في الآخرة على ثوابه بالنعيم المقيم (3) إضافة الفئ إلى الظل إضافة الخاص للعام لأن الفئ لا يكون إلا بعد الزوال (4) سابغا ممتدا سائرا للأرض. وقلص انقبض، وحتى هنا لمجرد الغاية بلا تدريج، أي أن غاية سبوغه الانقباض وغاية زيادته النقص (5) بادروا الآجال بالأعمال أي سابقوها وعاجلوها بها أي استكملوا أعمالكم قبل حلول آجالكم (6) ابتاعوا اشتروا ما يبقى من النعيم الأبدي بما يفنى من لذة الحياة الدنيا وشهواتها المنقضية (7) الترحل الانتقال والمراد منه هنا لازمه وهو إعداد الزاد الذي لا بد منه للراحل، والزاد في الانتقال عن الدنيا ليس إلا زاد التقوى. وقوله فقد جد بكم أي فقد حثثتم وازعجتم إلى الرحيل، أو فقد