____________________
(1) قال السراج البلقيني: هكذا وقع في نسخة الام أن الشافعي يقول أخبرنا ابن مهدي والشافعي لم يجتمع بابن مهدي وإن كان قد بعث إليه الرسالة مع الحرث النقالي بالنون والقاف فإنه مع ذلك لم يلقه وما أشار إليه الشافعي رحمه الله تعالى بقوله ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سجدها فهذا قد رواه البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما رواه أبو إسحاق عن البراء قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى اليمن يدعوهم إلى الاسلام فلم يجيبوه ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأمره أن يقفل خالدا ومن كان معه إلا رجلا (7) فمن كان مع خالد فأحب أن يعقب مع علي رضي الله عنه فليعقب معه قال البراء فكنت فيمن عقب معه فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا فصلى بنا علي رضي الله عنه وصفنا صفا واحدا ثم تقدم بين أيدينا فقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت همدان جميعا فكتب علي رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامهم فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب خر ساجدا ثم رفع رأسه فقال السلام على همدان السلام على همدان قال البيهقي بعد إخراجه أخرج البخاري صدر هذا الحديث ولم يسقه بتمامه وسجود الشكر في تمام الحديث صحيح على شرطه وخرج الصحيحان في توبة كعب بن مالك حين سمع الصوت يا كعب بن مالك أبشر قال فخررت ساجدا وعرفت أنه قد جاء الفرج وهذا إنما يفعله الصحابي عن أمر عنده في ذلك ويبعد أن يخفى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو في قوة المرفوع وعن أبي بكر رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يسر به خر ساجدا رواه أبو داود والترمذي وقال إنه حديث حسن وقال غير الترمذي في إسناده ضعف وعن سعد بن أبي وقاص قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة فلما كنا قريبا من عزورا نزل ثم رفع يديه فدعا الله ساعة ثم خر ساجدا ثلاثا قال إني سألت ربى وشفعت لأمتي فأعطاني ثلث أمتي فخررت لربى ساجدا ثم رفعت رأسي فسألت ربى لامتي فأعطاني ثلث أمتي فخررت ساجدا لربي تعالى ثم قمت فسألت ربى لامتي فأعطاني الثلث الآخر فخررت ساجدا لربي تعالى رواه أبو داود ولم يضعفه وفى حديث عبد الرحمن ابن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل نخلا فاستقبل القبلة فسجد فأطال السجود وأنا أراه حتى ظننت أن الله توفاه فأقبلت أمشى حتى جئته فطأطأت رأسي أنظر في وجهه فرفع رأسه فقال مالك يا عبد الرحمن فقلت لما أطلت السجود يا رسول الله حسبت أن يكون الله قد توفى نفسك فجئت أنظر فقال إني لما رأيتني دخلت النخل لقيت جبريل عليه السلام فقال أبشرك أن الله تعالى يقول من سلم عليك سلمت عليه ومن صلى عليك صليت عليه فسجدت لله شكرا قال البيهقي بعد إخراج ذلك كله وفى الباب عن جابر بن عبد الله وجرير بن عبد الله وابن عمر وأنس وأبى جحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيما ذكرناه كفاية عن رواية الضعفاء وأخرج من حديث محمد بن عبد الله عن عرفجة أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يزن مائة فسجد قال محمد بن عبد الله وإن أبا بكر رضي الله عنه أتاه فتح اليمامة فسجد وإن عمر أتاه فتح مصر وحلاله ومائة فسجد قال البيهقي هذا عرفجة السلمى ولا يعرف له صحبة فيكون مرسلا في هذا كما تقدم وعرفجة هذا إن كان هو عرفجة الأسلمي فهو عرفجة بن شريح الأسلمي وقد أخرج الإمام أحمد في مسنده عن عرفجة بن شريح الأسلمي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا وهذا صحابي بلا توقف ولم يذكر أحمد في مسنده غير الحديث وذكر ابن عبد البر أن له حديثا واحدا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " ستكون هناة ومناة " ثم ذكر ابن عبد البر بعد ذلك عن زياد بن علام عن قطبة بن مالك عن عرفجة الأشجعي حديثا في وزن أبى بكر وعمر وعثمان وقال لا أدري أهو عرفجة بن شريح أو غيره هكذا قال والظاهر أنه هو، والظاهر أنه راوي حديث السجود عند رؤية الرمي فيكون له ثلاثة أحاديث.