تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٢٤
من احتباس سدة فيعطى الطبيب الجاهل القابض قبل النقاء فيكون سبب الموت فتأمل، ومن المجرب لمنع السحج والاسهال لؤلؤ محلول بحماض على الأترج كهربا بزر الحماض قشر رمان خشخاش عفص صمغ سواء يسحق ويعجن بالعسل أو يذر على صفار البيض ويستعمل، وإن كان عن صفراء فسويق الشعير بالكهربا مجرب أو عن السوداء فالطين المختوم واللؤلؤ، أو عن البلغم فالمر والمقل وحب الغار، أو عن الاسهال الكثير فالأدهنة واللعابات [ومنها الزحير] حركة اضطرارية تدعو إلى البراز ويكون الخارج بيسير رطوبة لعابية وأسبابه وعلاماته وسائر الاحكامه ما في السحج ولورق الجميز المجفف في الظل والكندر والمقل مزيد اختصاص هنا، ومن المجرب فتائل الحلتيت والزباد وكذا الأفيون وقشر الليمون بالزيت أكلا وكذا الآس مطلقا والجلوس على الآجر المسخن والجاورس والملح إن كان ذلك عن برد [ومنها انقلاب المعدة] كثيرا ما تذكر هذه العلة في المعدة والصحيح أنها من علل الأمعاء وهو أن يتقايأ الانسان ما أكله بعد الهضم وذلك لضعف ما تحتها من الأعضاء عن الدفع إلى تحت فترده إلى المعدة فتقذفه لكن غير متغير وبه يفرق بينة وبين إيلاوس (العلاج) يجرع العليل مطبوخ الفواكه شيئا فشيئا ويعطى نحو الحصرم والكمثرى والنعناع وما في العلاج القئ (ومنها) القولنج يوناني معناه وجع الأمعاء وهو في الحقيقة مغص قوى مشتد النخس يقال لنوع منه إيلاوس يقئ الابراز ويخيل أنه يثقب الجنب ويفارق المغص بالثقل وعموم الظهر والجنب ووجع الكلى كذلك أيضا مع ابتدائه من الأيسر وذلك بالعكس، وبالجملة فكل مرض يشتبه به كوجع الكبد والرحم يخص موضعه بخلاف القولنج (وأسبابه) إما لزوجة الخلط فتتماسك الأثقال فتجف فيسد ويحبس (وعلامته) احتباس ما يخرج حتى البول لمزاحمة الأغشية وتقدم الأغذية الغليظة والثقل وعلاج هذا بالفتائل والحقن أولا والاسهال ثانيا بعد انحلال الطبع والجوع ومزج الأدوية بالأفاويه وهجر الأطعمة الغليظة أو ريح يحتبس في الطبقات عن أغذية كثيرة الريح كالبلاقلا وحصر خروج الايارج وعلامته النتوء والنفج والقراقر والوجع الثاقب والجشاء حامضا إن غلبت السوداء وفى هذا النوع قد لا يكثر القبض وربما سكن الوجع عند الغمز والتكميد بالمسخنات وعلاجه ما سبق مع الاكثار من الادهان الحارة كدهن الشونيز. أو ورم والتواء، وعلامة الأول الحمى والثاني تقدم ضربة ونحوها والوجع فيهما لازم وعلاج الورم معلوم والآخر بالغمز حتى ترجع الأعضاء إلى موضعها وقالوا يسقى نحو عشرين درهما من الزئبق ويغمز حتى يخرج فإذا استقصى نكس ليخرج من الفم ثم توثق البطن ربطا وترفيدا فان حدث فتق فالكي أو ورم فكذلك ثم يعطى المسخنات مطلقا وربما تولد عن مجرد يسير الثفل إما ليبس الغذاء أو قلته إن تقدم ذلك وإلا فلزيادة الحرارة وعلاج كل منعه لكن لا تبرد الحرارة وقت الجزع بل يسقى ما يكسرها ممزوجا بما يحل الوجع كالسقمونيا مع البورق ويمزج الدواء في ذلك بنحو دهن اللوز للتليين والتحليل ومنع الاسحاج. والمشاهير من الفضلاء عنوا بإفراد القولنج بالتأليف مثل الشيخ الرازي. وحاصل ما اشتمل عليه صرف النظر إلى تنظيف الأمعاء وتلطيف الغذاء وتعديل الدواء وإنعاش القوى والبدء بالحقن وعدم الغفلة زمن الصحة عن تنقية البدن فان له رجعات وفى كل زمن لفتة وربما أهلك بغتة، ومن المجرب فيه بعد التنقية الترياق الكبير ودواء المر، ومن مجرباتنا هذا الدواء. وصنعته: لوز مرجزء زنجبيل خولنجان عاقر قرحا فلفل أسود من كل نصف جزء زعفران عود هندي بورق مصطكي من كل ربع جزء يعجن بالعسل والشربة مثقالان وهذه الحقنة أيضا. وصنعتها: شبت وبزره من كل أوقيتان كراويا أوقية قرطم نصف أوقية بورق شحم حنظل
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197