الكلاب عليه في جغرافيا في حرف الجيم فراجعه [معدة] هي حوض البدن وكل عرق يدلى إليها والصحة مبنية عليها لان صحة الأعضاء منوطة بصحة المزاج وهو بالاخلاط وهى بالغذاء وهو بالترتيب والجودة وهما بالمعرفة وصحة المعدة لأنها الأصل وقد عدها قوم ذوو اختبار من الرئيسة والنفس إليه أميل فيجب الاعتناء بها ومزيد الاهتمام بشأنها وصلاحها يكون بما يرفعها إذا استرخت وذلك كل عنصر قابض كالأملج ويزيل ملاستها ويغسل خملها وذلك كل مقطع محلل كالقرنفل وينبه شاهيتها إذا انغمرت وذلك كل حامض ومالح وحريف كالليمون والكوامخ والخردل وما يحلل رياحها ورطوباتها البالة كالزنجبيل وما يفتح سددها كالصبر وينعش قواها كالزعفران ويحفظ حرارتها الغريزية كالمصطكي، فهذه الأمور السبعة شروط في المركب الفاعل من أدمنه مراعيا فيه الزمان والمكان والسن مغيرا ما يستعمله حذرا من العادة لم يمرض بفساد خلط إن شاء الله تعالى، وقد انطبقت آراء الاجلاء على أن ماء الحديد إذا طبخ بعشر عشره مصطكي حتى يزول ثلثه في إناء جديد حفظ الصحة وناب مناب الأدوية الكبار. فلنتكلم الآن على ما يعرض للمعدة فنقول: يعرض للمعدة الوجع ويكون عن سوء مزاج مفردا أو مركبا ساذجا أو ماديا على ما فيه (وعلاماته) ما مر ويزيد في الحار الجشاء الكريه والبخار والدخان والعطش، وفى الرطب الغيثان واللعاب، وفى البارد الفساد والحمض وتوفر علامات الخلط الغالب في المادي منه وقلتها في الساذج. وقد يكون الوجع عن ورم (وعلامته) الثقل من غير أكل وظهوره للمس رخوا إن كان رطبا ومع الحمى إن كان حارا وإلا العكس وظهور المادة الممرضة مع الخارج خصوصا القئ [أو قروح] وعلاماته النخس وخروج المادة (العلاج) لا شئ أولى من القئ بالشروط السابقة ثم مضادة الخلط على القواعد فيسقى في الحارماء الشعير والتمر هندي والإجاص ويزاد مع غلبة الرطوبة السماق والطباشير والطين المختوم ومزاور الحصرم والخل والليمون، وفى اليابس مثل القرطم والخس والبنفسج والتضميد بالورد والصندل والكزبرة ويؤخذ من هذا الدواء فإنه مجرب لسائر أمراضها الحارة. وصنعته: كزبرة بزر هندبا من كل واحد أوقية ورد منزوع أصفر مصطكي من كل أربعة دراهم قرنفل صندل زهر بنفسج رب سوس من كل ثلاثة تسحق وتغمر بماء النعناع والليمون ثلاث مرات ثم تعجن بالسكر والشربة منه ثلاثة ويعالج البارد السبب بشرب الغاريقون والمصطكي والايارج بماء العسل كل ذلك بعد القئ، ومن المجرب فيها جوارش العود والكمون أو الفلافل. ومن المجرب لسائر الأمراض الباردة وتحريك شهوة الباه بعد اليأس منها ودفع التخم والغثيان وسوء الهضم وضعف الكبد وسوء التنقية والبواسير هذا المعجون المعروف بالفنجنوش وهو من تراكيب الفرس أولا ثم ولعت به الأفاضل حتى استقر على ما سأذكره لك ومن العجائب المكتومة فاعرف قدره. وصنعته: أولا الإهليلجات الأربع وخبث الحديد ولذلك سمى بما عرفت لان معنى اللفظة المذكورة خمسة أدوية، وأما ما قر عليه رأى الشيخ ومن بعده من المهرة وبه صار الدواء في غاية الجودة هو أن تأخذ من برادة الحديد النقي ما شئت فتغمرها بالخل الحاد وقتا كاملا ويراق ويبدل كذلك سبعا ثم تسحق ويؤخذ منها جزء وكابلي أسود وأصفر هندي أملج بليلج من كل نصف شونيز مصطكي عود هندي من كل ربع جزء جزر شامي وهندي قرنفل زنجبيل دار صيني من كل ثمن تعجن بثلاثة أمثالها عسلا منزوع الرغوة وترفع، ومن أراده مطيبا فليدع العقاقير في ماء ورد غلى قد حل فيه من المسك والعنبر ما طابت به النفس ثلاثا ثم يعجن والشربة منه مثقال [ومنها الفواق] وهو حركة المعدة لدفع ما يجتمع من
(١٩)