تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ١٩
الكلاب عليه في جغرافيا في حرف الجيم فراجعه [معدة] هي حوض البدن وكل عرق يدلى إليها والصحة مبنية عليها لان صحة الأعضاء منوطة بصحة المزاج وهو بالاخلاط وهى بالغذاء وهو بالترتيب والجودة وهما بالمعرفة وصحة المعدة لأنها الأصل وقد عدها قوم ذوو اختبار من الرئيسة والنفس إليه أميل فيجب الاعتناء بها ومزيد الاهتمام بشأنها وصلاحها يكون بما يرفعها إذا استرخت وذلك كل عنصر قابض كالأملج ويزيل ملاستها ويغسل خملها وذلك كل مقطع محلل كالقرنفل وينبه شاهيتها إذا انغمرت وذلك كل حامض ومالح وحريف كالليمون والكوامخ والخردل وما يحلل رياحها ورطوباتها البالة كالزنجبيل وما يفتح سددها كالصبر وينعش قواها كالزعفران ويحفظ حرارتها الغريزية كالمصطكي، فهذه الأمور السبعة شروط في المركب الفاعل من أدمنه مراعيا فيه الزمان والمكان والسن مغيرا ما يستعمله حذرا من العادة لم يمرض بفساد خلط إن شاء الله تعالى، وقد انطبقت آراء الاجلاء على أن ماء الحديد إذا طبخ بعشر عشره مصطكي حتى يزول ثلثه في إناء جديد حفظ الصحة وناب مناب الأدوية الكبار. فلنتكلم الآن على ما يعرض للمعدة فنقول: يعرض للمعدة الوجع ويكون عن سوء مزاج مفردا أو مركبا ساذجا أو ماديا على ما فيه (وعلاماته) ما مر ويزيد في الحار الجشاء الكريه والبخار والدخان والعطش، وفى الرطب الغيثان واللعاب، وفى البارد الفساد والحمض وتوفر علامات الخلط الغالب في المادي منه وقلتها في الساذج. وقد يكون الوجع عن ورم (وعلامته) الثقل من غير أكل وظهوره للمس رخوا إن كان رطبا ومع الحمى إن كان حارا وإلا العكس وظهور المادة الممرضة مع الخارج خصوصا القئ [أو قروح] وعلاماته النخس وخروج المادة (العلاج) لا شئ أولى من القئ بالشروط السابقة ثم مضادة الخلط على القواعد فيسقى في الحارماء الشعير والتمر هندي والإجاص ويزاد مع غلبة الرطوبة السماق والطباشير والطين المختوم ومزاور الحصرم والخل والليمون، وفى اليابس مثل القرطم والخس والبنفسج والتضميد بالورد والصندل والكزبرة ويؤخذ من هذا الدواء فإنه مجرب لسائر أمراضها الحارة. وصنعته: كزبرة بزر هندبا من كل واحد أوقية ورد منزوع أصفر مصطكي من كل أربعة دراهم قرنفل صندل زهر بنفسج رب سوس من كل ثلاثة تسحق وتغمر بماء النعناع والليمون ثلاث مرات ثم تعجن بالسكر والشربة منه ثلاثة ويعالج البارد السبب بشرب الغاريقون والمصطكي والايارج بماء العسل كل ذلك بعد القئ، ومن المجرب فيها جوارش العود والكمون أو الفلافل. ومن المجرب لسائر الأمراض الباردة وتحريك شهوة الباه بعد اليأس منها ودفع التخم والغثيان وسوء الهضم وضعف الكبد وسوء التنقية والبواسير هذا المعجون المعروف بالفنجنوش وهو من تراكيب الفرس أولا ثم ولعت به الأفاضل حتى استقر على ما سأذكره لك ومن العجائب المكتومة فاعرف قدره. وصنعته: أولا الإهليلجات الأربع وخبث الحديد ولذلك سمى بما عرفت لان معنى اللفظة المذكورة خمسة أدوية، وأما ما قر عليه رأى الشيخ ومن بعده من المهرة وبه صار الدواء في غاية الجودة هو أن تأخذ من برادة الحديد النقي ما شئت فتغمرها بالخل الحاد وقتا كاملا ويراق ويبدل كذلك سبعا ثم تسحق ويؤخذ منها جزء وكابلي أسود وأصفر هندي أملج بليلج من كل نصف شونيز مصطكي عود هندي من كل ربع جزء جزر شامي وهندي قرنفل زنجبيل دار صيني من كل ثمن تعجن بثلاثة أمثالها عسلا منزوع الرغوة وترفع، ومن أراده مطيبا فليدع العقاقير في ماء ورد غلى قد حل فيه من المسك والعنبر ما طابت به النفس ثلاثا ثم يعجن والشربة منه مثقال [ومنها الفواق] وهو حركة المعدة لدفع ما يجتمع من
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197