تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ١٠
إلى الماء فمقتضاها اختلافها في ملوحة وحلاوة وتوليد نحو العنبر والقفر على النمط المتقدم وإذا هيأت الزاج بمعونة التقطير والتعفين على القياس السابق كان النبات على اختلاف أنواعه. وأما الكون الثالث فهو المستخلف بجميع حالاتها بعدقلب العصارات نباتا وصيرورة النبات غذاء أصالة كالحنطة أو عرضا مشا كلا كاللحم أو قريبا من المشاكل كالبيض أودونه كاللبن وتحول ما كاللبن المذكور ونطفة تخدمها السبعة في الأطوار السبعة إلى الآجال المعلومة عند الحكماء وغيرهم للحكيم المطلق. فهذه حقيقة المواليد الثلاثة كما دون عند الحكماء وغيرهم ولبسطها علوم شتى كما أشرنا إليه قال وسبب تثليثها عن الأربعة ناطقة الاحكام بالمثلثات [تكميل وإيضاح] ليس الاسناد إلى المثلثات كما أجمعوا عليه تبعا للمعلم ناطقا بانجصار المولدات في المواليد الثلاث فانى أقول إنها أربعة طق الأصول المواليد الثلاثة المذكورة والمولد الرابع هو مولد الكائنات الناقصة وأصله الدخان والبخار كالزئبق والكبريت والمعرات والتعفين والنطف الثلاثة ولاشتمال بهذه المواليد على أنواع كثيرة ليست بشئ من الثلاثة وهى من المزاج إجماعا فليت شعري ما ذا يقول فيها والذي يظهر لي أن عدم تقريره لذلك شدة اشتغاله بتدوين الأصول مع أنه أفضل أنواعها في الآثار العلوية وغاية الامر أنه لم يقل انها أصول المزاج وذلك لا ينافي شهادة الحس به لكآن قد منع من كونها تامة ارتفاعها في الجو بألاترى أن منا ما هو قريب من التمام مثل الخشكنجبين والشيرخشت ووحقيقة هذه أن الأشعة إذا سقطت وحللت الحرارة صعدت ما صادفته على البسطة والماء فإن كان الصاعد إرطبا فهو البخار وإلا فهو الدخان ثم الرطب إن ضعفت حركتبه ودام قريبا من الأرض فهو الضباب وإن ارتفع إلى البرد فان تكائف فهو السحاب ثم إن صادفه الحر انعكس كما تيقاطر في الحمام وإن اعتدل انحل مطرا فان اشتد عليه البرد قبل تقاطره انعقد كالقطن أو بعده ذهبت زواياه واستدار ونزول منعقدا فالأول الثلح والثاني البرد ومن ثم يكون الأول في نفس الشتاء والثاني في الربيع وما بقى من هذه البخارات إن قابل الشمس فهو قوس قزح بعد تمام الدائرة بوالاهالات، وأما الدخان فإن لم يرتفع أيضا انقلب ويحاو إن اختلف عليه الممواء فهو الروابع أو ارتفع إلى الزمهرير فان انعقد البخار سحابا فتكاثف هو فوقه انعقد صواعق ثم مزقت السحاب فيظهر شعيلها وهو البرق وصوت التمزيق وهو الرعد وتسقط هي صاعقة وإن ارتفع الدخان إلى كرة النار فان تمزق مستطيلا فهو الشهب أو مال إلى ناحية فنوات الأذناب أو تقطع فالعلامات الحمر والسواد وقد يسقط شعلا في مكان ما ويسمى نيرانا وإن تركبا معا ومنعدا فان قل الدخان وغلبت الحرارة بالاعتدال حدثت الحلاوة وسقط الترنجبين وإن إفرط أليس فالحشكنجبين أو اعتدل فالشير خشت وإن لطفا معا فالمن فان عدمت بالحرارة فالطلول الفاسدة وهذا حكمها حال الصعودة وإن تحيزت ق الأرض وتخلخلت فان اشتد البخار تفحرت المياه أنهارا سيالة إن كثرت مادتها والا عيونا وآبارا، وأما الدخان فان شق الأرض خرجت النيران العظيمة والا ذهب في الاغوار بعمولة فان تركب أو اشتد فالزلزلة والا المعادن كآما تقلم فقد بان لك بما قلناه كون هذه من أصل الثلاثة وإنما تتولد استقلالا، وأما استحجار الخيال فبنشر الأشعة على الطين وقد يكون عمدانا ينهدم ويتحجر وقد تفتت البيول على طول المدد جبالا وتأخذها إلى البحر فتنزاكم ويرتفع عنها الماه إلى الواهدات فينعكس البر بحرا وبالعكس فهذه جملة الحوادث الكائنة من الأطلس إلى التخوم وكلها قواعد لصناعة الطب ولها المدخل الأعظم في التداوي فان الحاذق الفطن إذا أحكم ذلك علم أن من يغلب عليه البخار لا يجوز له أن يشرب من نحو العيون
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197