إلى الماء فمقتضاها اختلافها في ملوحة وحلاوة وتوليد نحو العنبر والقفر على النمط المتقدم وإذا هيأت الزاج بمعونة التقطير والتعفين على القياس السابق كان النبات على اختلاف أنواعه. وأما الكون الثالث فهو المستخلف بجميع حالاتها بعدقلب العصارات نباتا وصيرورة النبات غذاء أصالة كالحنطة أو عرضا مشا كلا كاللحم أو قريبا من المشاكل كالبيض أودونه كاللبن وتحول ما كاللبن المذكور ونطفة تخدمها السبعة في الأطوار السبعة إلى الآجال المعلومة عند الحكماء وغيرهم للحكيم المطلق. فهذه حقيقة المواليد الثلاثة كما دون عند الحكماء وغيرهم ولبسطها علوم شتى كما أشرنا إليه قال وسبب تثليثها عن الأربعة ناطقة الاحكام بالمثلثات [تكميل وإيضاح] ليس الاسناد إلى المثلثات كما أجمعوا عليه تبعا للمعلم ناطقا بانجصار المولدات في المواليد الثلاث فانى أقول إنها أربعة طق الأصول المواليد الثلاثة المذكورة والمولد الرابع هو مولد الكائنات الناقصة وأصله الدخان والبخار كالزئبق والكبريت والمعرات والتعفين والنطف الثلاثة ولاشتمال بهذه المواليد على أنواع كثيرة ليست بشئ من الثلاثة وهى من المزاج إجماعا فليت شعري ما ذا يقول فيها والذي يظهر لي أن عدم تقريره لذلك شدة اشتغاله بتدوين الأصول مع أنه أفضل أنواعها في الآثار العلوية وغاية الامر أنه لم يقل انها أصول المزاج وذلك لا ينافي شهادة الحس به لكآن قد منع من كونها تامة ارتفاعها في الجو بألاترى أن منا ما هو قريب من التمام مثل الخشكنجبين والشيرخشت ووحقيقة هذه أن الأشعة إذا سقطت وحللت الحرارة صعدت ما صادفته على البسطة والماء فإن كان الصاعد إرطبا فهو البخار وإلا فهو الدخان ثم الرطب إن ضعفت حركتبه ودام قريبا من الأرض فهو الضباب وإن ارتفع إلى البرد فان تكائف فهو السحاب ثم إن صادفه الحر انعكس كما تيقاطر في الحمام وإن اعتدل انحل مطرا فان اشتد عليه البرد قبل تقاطره انعقد كالقطن أو بعده ذهبت زواياه واستدار ونزول منعقدا فالأول الثلح والثاني البرد ومن ثم يكون الأول في نفس الشتاء والثاني في الربيع وما بقى من هذه البخارات إن قابل الشمس فهو قوس قزح بعد تمام الدائرة بوالاهالات، وأما الدخان فإن لم يرتفع أيضا انقلب ويحاو إن اختلف عليه الممواء فهو الروابع أو ارتفع إلى الزمهرير فان انعقد البخار سحابا فتكاثف هو فوقه انعقد صواعق ثم مزقت السحاب فيظهر شعيلها وهو البرق وصوت التمزيق وهو الرعد وتسقط هي صاعقة وإن ارتفع الدخان إلى كرة النار فان تمزق مستطيلا فهو الشهب أو مال إلى ناحية فنوات الأذناب أو تقطع فالعلامات الحمر والسواد وقد يسقط شعلا في مكان ما ويسمى نيرانا وإن تركبا معا ومنعدا فان قل الدخان وغلبت الحرارة بالاعتدال حدثت الحلاوة وسقط الترنجبين وإن إفرط أليس فالحشكنجبين أو اعتدل فالشير خشت وإن لطفا معا فالمن فان عدمت بالحرارة فالطلول الفاسدة وهذا حكمها حال الصعودة وإن تحيزت ق الأرض وتخلخلت فان اشتد البخار تفحرت المياه أنهارا سيالة إن كثرت مادتها والا عيونا وآبارا، وأما الدخان فان شق الأرض خرجت النيران العظيمة والا ذهب في الاغوار بعمولة فان تركب أو اشتد فالزلزلة والا المعادن كآما تقلم فقد بان لك بما قلناه كون هذه من أصل الثلاثة وإنما تتولد استقلالا، وأما استحجار الخيال فبنشر الأشعة على الطين وقد يكون عمدانا ينهدم ويتحجر وقد تفتت البيول على طول المدد جبالا وتأخذها إلى البحر فتنزاكم ويرتفع عنها الماه إلى الواهدات فينعكس البر بحرا وبالعكس فهذه جملة الحوادث الكائنة من الأطلس إلى التخوم وكلها قواعد لصناعة الطب ولها المدخل الأعظم في التداوي فان الحاذق الفطن إذا أحكم ذلك علم أن من يغلب عليه البخار لا يجوز له أن يشرب من نحو العيون
(١٠)