تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ١١
لان بخارها وافر لعدم الحركة ولا يداوى من غلبت عليه الصفراء بالخشكنجبين لفرط يبسه بالدخانية ولا يسقى الترنجبين لصاحب ريح لفرط رطوبته ولا يسكن مرطوبا عند ماء إلى غير ذلك وهذه علوم قد درست ورسوم قد طمست وإنما هي نفاثة مصدور معقول خاطب بها مجرد العقول [إرشاد وتقسيم] اعلم أن ضروب العالم على اختلافها المعجوز عن حصرها كما تعود إلى الأصول المذكورة كذلك يعود اختلافها في الخلق والخلق والأكوان والبسط والحركة والزمان والمكان والذكورة والأنوثة والسن والصناعة ونظير ماله ذلك منها إلى المزاج. فلنقل في أحكامها قولا كليا يفهم الغبي تفصيله فضلا عن غيره ونبدأ بضرب مثل يرشدك إلى الاختلاف وهو أنك إذا أخذت من الاسفيداج والبليلج والزنجفر والفحم مثلا أجزاء كنت بالخيار بين أن لا تدع لو نا يغلب آخر وأن تغلب ما شئت من واحد فأكثر فهذا بعينه اختلاف حال الكائنات مع أصولها الأربعة فان اعتبرت أصول الاحكام والاتقان في النئ والفج بالطبخ والقلى والشى والتجفيف والاحراق والصبغ والحل والعقد تم لك المراد من ضبط الوجوه، وأدق ن ذلك أن تعلم أنمن الأشياء ما يسهل مزجه بحيث لا يتميز إما لتعادل الجواهر كالماء واللبن أو للتقليد من أحدهما لمشا كلة حقيقته كالزئبق وقشور الرمان، ومنها ما يعسر اختلاطه إما لخفة أحد الجوهرين كالدهن والماء أو لمنافرة طبيعية كالنحاس والقلعي، ومنها ما هو راجح في الكيفية والطبع فيؤثر قليله في كثير الآخر كالصبر والمسك مع العسل وتعديل مثل هذه يسمى كيفا لا كما وهو في غاية وبينهما وسائط فهذه أحكام الأمزجة الواقعة من الأثير إلى المركز وحيث أصلناما يدل على الكل فلنجعل النوع الأشرف مثلا في التفصيل يقاس عليه (فنقول) قد حصرت الأمزجة في ثمانية عشر قسما تسعة بالعقل وهى المعتدل من الغذاء في القسمة بأن تكون الاخلاط متساوية في شخص كما وكيفا وهل لهذا وجود في الخارج قال المعلم وفر فريبوس والصابي والشيخ نعم وجالينوس والملطى وغالب أهل الصناعة لا لتعذر الوصول إلى الكم وتعذره في الكيف وعدم ضبط الطوارئ وهوب الحق لأنا نعجز عن تحرير القوى ولان تعادل الكيف لا يتيسر مع تعادل الكم في هذه الاخلاط لتأثر كثير البلغم بيسير الصفراء كما مر في الصبر والعسل ولئن سلمنا وجوده لكن لا يستقيم فالثمانية هي أنواع الانسان وتحته صنف التركي وفى ذلك الصنف أشخاص مختلفة وأعضاء الشخص الواحد كذك فإذا قست الانسان إلى ما خرج عنه كالفرس كان أعدل وإلى ما دخل فيه كحكيم بالنسبة إلى جاهل بالملائم كان الحكيم أعدل وهكذا الصنف والشخص والعضو وتسعة بالاصطلاح عند الأطباء معتدل من التعادل وهو التكافؤ كشخص صحيح في نفسه وإن كان زائدا في بعض الكيفيات وأربعة مفردة وهو أن يكون الغالب على الشخص إحدى الكيفيات وأربعة مركبة وهو أن يكون الغالب كيفيتين معا لكن غير متضادتين لعدم تصور ذلك كذا قرروه وعندي أن المفردة لا وجود لها أصلا ولان الشخص إذا غلبت عليه الحرارة فإن كانت مع يبس فصفراوي أو رطوبة فدموي أو غلبت البرودة مع الرطوبة فبلغمي أو مع اليبوسة فسوداوي فكيف يتصور البسيط مع هذه بل لولا الاصطلاح لم يكن هنا معتدل لا ندراجه في الأربعة المذكورة وهذه الأقسام موزعة على ما ذكرنا أولا ويتفرع عليها فروع تأتى في المزاج في حرف الميم إن شاء الله تعالى [كي] هو إما على وجع غائر أو لقطع مادة ككي الماء أو إذهاب لحم فاسد أو حبس فتق وفى كل يجب تحرى الآلة والمحل ويجوز في الفتق في سائر الأوضاع البدنية وممتلئا وخليا حتى إذا حقق وضعت المكاوي وتبليغها جائز في غير ما يتعلق بالرأس، وتجفف المواد شيئا فشيئا ويلصق
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197