لان بخارها وافر لعدم الحركة ولا يداوى من غلبت عليه الصفراء بالخشكنجبين لفرط يبسه بالدخانية ولا يسقى الترنجبين لصاحب ريح لفرط رطوبته ولا يسكن مرطوبا عند ماء إلى غير ذلك وهذه علوم قد درست ورسوم قد طمست وإنما هي نفاثة مصدور معقول خاطب بها مجرد العقول [إرشاد وتقسيم] اعلم أن ضروب العالم على اختلافها المعجوز عن حصرها كما تعود إلى الأصول المذكورة كذلك يعود اختلافها في الخلق والخلق والأكوان والبسط والحركة والزمان والمكان والذكورة والأنوثة والسن والصناعة ونظير ماله ذلك منها إلى المزاج. فلنقل في أحكامها قولا كليا يفهم الغبي تفصيله فضلا عن غيره ونبدأ بضرب مثل يرشدك إلى الاختلاف وهو أنك إذا أخذت من الاسفيداج والبليلج والزنجفر والفحم مثلا أجزاء كنت بالخيار بين أن لا تدع لو نا يغلب آخر وأن تغلب ما شئت من واحد فأكثر فهذا بعينه اختلاف حال الكائنات مع أصولها الأربعة فان اعتبرت أصول الاحكام والاتقان في النئ والفج بالطبخ والقلى والشى والتجفيف والاحراق والصبغ والحل والعقد تم لك المراد من ضبط الوجوه، وأدق ن ذلك أن تعلم أنمن الأشياء ما يسهل مزجه بحيث لا يتميز إما لتعادل الجواهر كالماء واللبن أو للتقليد من أحدهما لمشا كلة حقيقته كالزئبق وقشور الرمان، ومنها ما يعسر اختلاطه إما لخفة أحد الجوهرين كالدهن والماء أو لمنافرة طبيعية كالنحاس والقلعي، ومنها ما هو راجح في الكيفية والطبع فيؤثر قليله في كثير الآخر كالصبر والمسك مع العسل وتعديل مثل هذه يسمى كيفا لا كما وهو في غاية وبينهما وسائط فهذه أحكام الأمزجة الواقعة من الأثير إلى المركز وحيث أصلناما يدل على الكل فلنجعل النوع الأشرف مثلا في التفصيل يقاس عليه (فنقول) قد حصرت الأمزجة في ثمانية عشر قسما تسعة بالعقل وهى المعتدل من الغذاء في القسمة بأن تكون الاخلاط متساوية في شخص كما وكيفا وهل لهذا وجود في الخارج قال المعلم وفر فريبوس والصابي والشيخ نعم وجالينوس والملطى وغالب أهل الصناعة لا لتعذر الوصول إلى الكم وتعذره في الكيف وعدم ضبط الطوارئ وهوب الحق لأنا نعجز عن تحرير القوى ولان تعادل الكيف لا يتيسر مع تعادل الكم في هذه الاخلاط لتأثر كثير البلغم بيسير الصفراء كما مر في الصبر والعسل ولئن سلمنا وجوده لكن لا يستقيم فالثمانية هي أنواع الانسان وتحته صنف التركي وفى ذلك الصنف أشخاص مختلفة وأعضاء الشخص الواحد كذك فإذا قست الانسان إلى ما خرج عنه كالفرس كان أعدل وإلى ما دخل فيه كحكيم بالنسبة إلى جاهل بالملائم كان الحكيم أعدل وهكذا الصنف والشخص والعضو وتسعة بالاصطلاح عند الأطباء معتدل من التعادل وهو التكافؤ كشخص صحيح في نفسه وإن كان زائدا في بعض الكيفيات وأربعة مفردة وهو أن يكون الغالب على الشخص إحدى الكيفيات وأربعة مركبة وهو أن يكون الغالب كيفيتين معا لكن غير متضادتين لعدم تصور ذلك كذا قرروه وعندي أن المفردة لا وجود لها أصلا ولان الشخص إذا غلبت عليه الحرارة فإن كانت مع يبس فصفراوي أو رطوبة فدموي أو غلبت البرودة مع الرطوبة فبلغمي أو مع اليبوسة فسوداوي فكيف يتصور البسيط مع هذه بل لولا الاصطلاح لم يكن هنا معتدل لا ندراجه في الأربعة المذكورة وهذه الأقسام موزعة على ما ذكرنا أولا ويتفرع عليها فروع تأتى في المزاج في حرف الميم إن شاء الله تعالى [كي] هو إما على وجع غائر أو لقطع مادة ككي الماء أو إذهاب لحم فاسد أو حبس فتق وفى كل يجب تحرى الآلة والمحل ويجوز في الفتق في سائر الأوضاع البدنية وممتلئا وخليا حتى إذا حقق وضعت المكاوي وتبليغها جائز في غير ما يتعلق بالرأس، وتجفف المواد شيئا فشيئا ويلصق
(١١)