والميزان له المنكبان، والعقرب له الصدر، والقوس له فقار الظهر، والجدى له البطن، والدلوله الخصيتان والذكر، والحوت له الساقان والرجلان، وكل برج فيه حرارة رطوبة أو حرارة ويبوسة أو برودة ورطوبة أو برودة ويبوسة ولكل برج حروف معلومة ولكل عضو من الأعضاء حروف معلومة فتلك الحروف التي للبروج هي نسبة حروف العضو وبه قيامها وبه تدبيرها بإذن الله تعالى، فمن فهم ذلك فهم أسرار التركيبات والتأثيرات الحرفيات وكيف الطب الروحاني إذا علم مرضا في عضو من الأعضاء علم ما لذلك العضو من الحروف والعضو الذي يليه من فوقه ومن تحته فيجمع تلك الحروف وينظر في كتاب الله تعالى في أي آية جمعت تلك الحروف فمن توضأ وصلى بها ركعتين وكتبها ومحاها وسقاها أو علقها عليه فهو يبرأ إن شاء الله تعالى وإن تداعى سائر جسده فأي آية جمعت الحروف الثمانية والعشرين حرفا فليفعل بها كما مر وإن كان عضو من أعضاء البروج فليفعل ذلك إذا نزل به القمر فهو أقوى، ومن فهم سر قوله تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) علم أن فيها الشفاء لسائر الأسقام إلى غير ذلك. وها أنا ذا أمثل لك تقسيم الحروف على البروج والأعضاء الانسانية فتدبره، ولما كانت أطوار النشأة سبعه جعل الله لكل طور تركيبين بروحانية بها تدرك الحقائق وأسرار التركيب وبها إقامة الله تعالى لفهم المعاني في كل طور من الحروف وهكذا.
(١٠٣)