تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ١٠٢
العرش بما أراد الله سبحانه وتعالى أولا كما يتحرك القلب ثم تنزل تلك الإرادة إلى الكرسي الذي نسبته الدماغ ثم إلى السماوات التي هي نسبة الرأس ثم تنزل بها الملائكة الذين هم في النسبة كالحواس إلى الأرض التي هي كسائر الجسد فيكون ما أراد الله تعالى إظهاره من عالم الغيب إلى عالم الشهادة كائنا ما كان فدل ذلك على أسرار عظيمة أودعها الله سبحانه وتعالى في الذات النفسانية بالصور الانسانية التي هي أحسن صور المخلوقات وأشرف الاشخاص المصنوعات. ولما كانت الأعمال والوقائع تابعة للخير والشر وهما داخلان في الافعال وكل اثنين لابد بينهما من ثالث وهو الحالة الجامعة وجب كون الأدلة كذلك، ولما كانت البروج منه الثابت ومنها المنقلب كانت دائرة لا إله إلا الله منها الثابت ومنها المنقلب فالاثبات ثابت والنفي منقلب في الوجود الذي ليس من صفته العدم الذي هو منه وكل شئ في الدنيا متحرك في أدوار الدائرة الفلكية بالزيادة والنقصان كالحر والبرد والصيف والشتاء وانحصر كل ذلك بهذه الحروف المستديرة مع فلك القمر إذ هو أول العالم السفلى لقربه من وجود عالم الملك والشهادة ولذلك تظهر حركاته أسرع وتأثيراته أقرب كل ذلك يزيد بزيادة القمر وينقص بنقصه كما تزيد الكلمة باختلاف الحروف وتنقص باختلاف الحروف كذلك تتغير المعاني القائمة بالكلام، ولما كانت السبعة العلويات قد جعل الله فيها سر الاهتداء بقوله العظيم (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر) ففيها سر جعل وهو نوع من القدرة لان من أسمائه الحسنى الجاعل قال تعالى (جاعل الملائكة رسلا) ففيها سر تصريفي في العالم الصغير في المرتين والبلغم والدم يزيد وينقص في تدوير الدوائر الطبيعيات وقوى هذه السبعة مأخوذ من قوى التقطيعات الباطنيات في لا إله إلا الله وهذا جدول حروف الطبائع:
فالنفس لها في الجسد أربعة أبواب لمواضعها ومجاريها تجرى فيه وتدور وهى الحافظة بأمر الله للجسد وإن أصاب هذه الأبواب شئ يؤذيها فسد سائر الجسد فان أمكنتها التي في الجوجه تنفتح منه خمسة أبواب لجريان قواها وقبول خاصيتها وهى السمع والبصر والشم والذوق واللمس وهذه الأبواب توصل للنفس ما غاب عنها في العالم السفلى وعلى كل باب قوة تفتحه وتغلقه بمشيئة الله تعالى وأمره. والثاني مكانها في الفؤاد وينفتح منه خمسة أبواب يخرج منها خمسة أشياء التمييز والنطق والتوسم في الشئ والتوهم والفكر. والثلث موضعها في الكبد وينفتح منه الأبواب التي يخرج منها الدم إلى سائر الجسد بأنواعه واختلاف تراكيب أجزائه وأعضائه. والرابع مكانها في الكليتين ومنه تنفتح الأبواب التي يكون النطفة الخارجة منها بسر إلهي وحكم رباني فهذه أمكنة الشمس في الجسد وهى أمكنة الحروف الحارة واليابسة. وأما القمر فله في الجسد مكانان وهما الجلد والرأس أعنى العظم، ولعطارد العروق والعصب، وللمريخ الدم والصفراء، ولزحل الشعر والأظفار، وللمشتري اعتدال الجسد وسلامته، وللزهرة النفس والصورة، وللاثنى عشر برجا مواضع: فالحمل له شعر الرأس، والثور له الجبهة، والجوزاء لها العينان، والسرطان له المنخران، والأسد له الفم واللسان، والسنبلة لها اللحية،
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197