والعقرب السبيلان وفلك السماء الرابعة الشمس وهو سعد ممزوج وهو سلطان الكواكب ومنها صلاح العالم العلوي ولها الجهة اليمنى من الانف ولها برج واحد وهو الأسد ونسبته من الانسان القلب الذي هو سلطان البدن وبه صلاحه وفساده. وفلك السماء الثالثة الزهرة وهى سعد أصغر ولها من الانسان العين اليسرى ولها في الفك برجان الميزان والثور فنسبة الميزان اليدان ونسبة الثور الأنثيان. وفلك السماء الثانية عطارد وهو ممتزج وله من الانسان الفم وله في الفلك برجان الجوزاء والسنبلة فنسبة الجوزاء من الانسان الذراعان ونسبة السنبلة الظهر. وفلك السماء الأولى القمر وهو سعد وله من الانسان منخر الانف الأيسر وله في الفلك برج واحد وهو السرطان ونسبته من الانسان الرئة. وأما الرأس فهو سعد وله من الانسان الرأس وأما الذنب فهو نحس وله من الانسان العجز، فإذا أردت العمل بالنظر إلى ذلك فاعلم أن عطارد ينبوع الحكمة ومعدن دقائق العلوم المهمة وسريع الحركات إلى تفريج كل غمة وهو كاتب الشمس التي هي ملكة الفلك وسلطان الوجود وبها صلاح كل العالمين فهي موضع الاسرار ونسبتها القلب الذي هو موضع الإرادة والإضمار. فإذا أردت كشف ما ذكرنا فانظر إلى يدي الانسان؟؟ تتحركان بما في ضمير القلب فان الانسان لا يخلو من حركات يديه إما إلى نفسه أو إلى غيره فإذا وضع يديه أو إحداهما على عضو من أعضاء نفسه أو على عضو إنسان آخر فانظر إلى ذلك العضو إن كان لكوكب سعد كالشمس فله المنخر اليمين من الانف والقلب فان الحاجة تقضى أو المشترى فله العين اليمنى والكبد أو الزهرة فلها العين اليسرى واليدان والأنثيان أو عطارد فهو ممتزج له الذراعان والظهر أو القمر فله المنخر الأيسر من الانف والرئة أو على الرأس فالرأس سعد، فإذا كنت متفائلا هل تقضى الحاجة أم لا؟
فانظر إلى أول شخص تقابل أين يداه من هذه الاعضا السعيدة فإذا كانتا أو إحداهما على شئ منها فاحكم بقضاء الحاجة قولا واحدا بإرادة الله تعالى فهذه أسرار ربانية وإن كانتا على غيره من النحوس فهو العكس. ومما يلحق بذلك مجالس الخلفاء والملوك والسلاطين وغير ذلك على تصحيح الكواكب، فإذا أردت الدخول على ملك أو أمير أو غيره كرجل عظيم وأردت أن تسأله حاجة فاقسم المجلس الذي تدخل عليه ثمانية أجزاء على ما سيأتي لك مثاله، فإن كان جالسا في جزء زحل فاجلس أنت في جزء الزهرة واحذر سائر الأجزاء وإن كان جالسا في جزء المشترى فاجلس في جزء الزهرة أو في جزء القمر وإن كان جالسا في جزء الشمس أو جزء الزهرة فاجلس معه في جزأيهما أو في جزء القمر أو في جزء المشترى واحذر المريخ وزحل. واعلم أنك إذا جلست في جزء عطارد خدعته وأملته إلى ما أحببت إن شاء الله تعالى، وإن كان جالسا في جزء عطارد فاجلس في جزء الزهرة واستقبله واحذره فإنه يريد أن يسقط وقوله لا يتم عليك بمكروه وإن جلست عليه في جزء المشترى فلا تأمن واحذر سائر الأجزاء، وإن كان جالسا في جزء الشمس فاجلس في جزء المشترى أو في جزء الزهرة أو في جزء القمر، وإن دخل عليك رجل إلى مجلسك وأردت أن تعلم ماله فيكون جلوسك أبدا في جزء المشترى فإنك تعظم في عين من يدخل عليك وليكن وجهك إلى الشرق أو نحو وجه الزهرة ثم انظر إلى الذي يدخل عليك فان جلس معك في جزء المشترى أو في جزء الزهرة أو في جزء القمر فإنه يقوم وهو حامد لك ناشر الثناء عليك وإن جلس في جزء زحل فان في نفسه شيئا لا يبديه لك وهو يتفكر في أي شئ يصنع بك وإن جلس في جزء المريخ فان في نفسه لك سوءا أيضا ولا يقوم من عندك حتى يؤذيك بلسانه فاحذره، وإن جلس في جزء عطارد فان في نفسه أن ينغص عليك ما أنت فيه وهو إنسان كذاب، وإن جلس في جزء الشمس