عائشة. وحاول أن يجذب علي بن أبي طالب إلى معركة كلامية. حول الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن دخول الإمام في هذه الدائرة سيجعله من وجهة نظر معاوية يفقد أصوات العامة في الأمصار مما يسهل على معاوية اختراق الساحة بعد ذلك. وبالجملة: لم يترك معاوية طريقا فيه هواه إلا وطرقه ووضع فيه العوائق.
وسياسة شكيك في الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ظهرت معالمها في رسالة أرسلها معاوية إلى أمير المؤمنين علي يقول له فيها:
أما بعد. فدعني من أساطيرك. واكفف عني من أحاديث. وأقصر عن تقولك على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافترائك من الكذب ما لم يقل. وغرور من معك والخداع لهم. فقد استغويتهم. ويوشك أمرك أن ينكشف لهم فيعتزلوك. ويعلموا أن ما جئت به باطل مضمحل. والسلام " (1).
فكتب إليه أمير المؤمنين: أما بعد. فطالما دعوت أنت وأولياؤك أولياء الشيطان الرجيم الحق أساطير الأولين ونبذتموه وراء ظهوركم. وجهدتم بإطفاء نورا الله بأيديكم وأفواهكم. والله متم نوره ولو كره الكافرون. ولعمري ليتمن النور على كرهك. ولينفذن العلم بصغارك. ولتجازين بعملك. فعث في دنياك المنقطعة عنك ما طاب لك. فكأنك بباطلك وقد انقضى. وبعملك وقد هوى.
ثم تصير إلى لظى. لم يظلمك الله شيئا. وما ربك بظلام للعبيد.
ولم تكتف الحملة الإعلامية للقاسطين على رفع لافتة " أساطير الأولين " وإنما قامت بتغذية الساحة بمادة إعلامية هدفها التقليل من شأن أمير المؤمنين في أول الطريق ليتمكنوا من سبه في نهاية الطريق. يقول معاوية في رسالة له إلى أمير المؤمنين: أما بعد فما أعظم الدين على قلبك. والغطاء على بصرك. الشره من شيمتك. والحسد من خليقتك. فشمر للحرب واصبر إلى الضرب. فوالله ليرجعن الأمر إلى ما علمت. والعاقبة للمتقين!!... " (2)