معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ١٣٥
بصمات شيطانية كي يحذر الناس منها، وفي علمه تعالى أن من عباده من سيقف أمام هذه العقبات باختياره، وقد بهرته زينتها.
وأخبرهم أنه واسع البلعوم سيدعو إلى سبه والبراءة منه، فأباح أمير المؤمنين لهم سبه، لأن الله تعالى قد أباح عند الاكراه التلفظ بكلمة الكفر. أما البراءة فأخبرهم بأنه لا يجوز التبري منه، لأنه منذ ولد لم يواقع قبيحا، ولا كان كافرا طرفة عين قط. ولا مخطئا ولا غالطا في شئ من الأشياء المتعلقة بالدين.
ولقد ثبت أن الذي وجد الدعوة لسب أمير المؤمنين والبراءة منه هو معاوية ابن أبي سفيان، وثبت أيضا أنه المقصود بواسع البلعوم. وذلك لما رواه الإمام مسلم عن ابن عباس. قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب فادع معاوية. فلما ذهبت فدعوته له فقيل: إنه يأكل، فأخبرته، فقال في الثالثة: " لا أشبع الله بطنه " قال: فما شبع بعدها (1). وروى ابن أبي الحديد عن جلام قال:
كنت أحب أن أرى أبا ذر، لأنه رجل من قومي. فالتفت إليه فإذا رجل أسمر ضرب (2) من الرجال، خفيف العارضين في ظهره خبأ (3). فأقبل على معاوية وقال: ما أنا بعدو الله ولا لرسوله (4)، بل أنت وأبوك عدوان لله ولرسوله، أظهرتما الإسلام وأبطنتما الكفر، ولقد لعنك رسول الله صلى الله عليه وآله، ودعا عليك مرات ألا تشبع. سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " إذا ولي الأمة الواسع البلعوم، الذي يأكل ولا يشبع فلتأخذ الأمة حذرها منه "، فقال معاوية: ما أنا ذاك الرجل. قال أبو ذر: بل أنت ذلك الرجل. بل أنت ذلك الرجل، أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله، وسمعته يقول وقد مررت به:
" اللهم العنه ولا تشبعه إلا بالتراب " فكتب معاوية إلى عثمان فيه (5).

(1) رواه مسلم وذكره ابن كثير في البداية 119 / 8.
(2) الضرب / الخفيف اللحم.
(3) خبأ / أي أشرف كاهله على ظهره حدبا.
(4) في سياق الأحداث كان معاوية قد اتهمه بذلك (5) ابن أبي الحديد 94 / 3.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459