معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ١٣٢
وإيضاعهم (1) إلى العمى والجهل. فإنما هم أهل دنيا مقبلون عليها، ومهطعون (2) إليها. قد عرفوا العدل ورأوه، وسمعوه ووعوه. وعلموا أن الناس عندنا في الحق أسوة، فهربوا إلى الآثرة (3). فبعدا وسحقا (4). إنهم والله لم يفروا من جور، ولم يلحقوا بعدل. وإنا لنطمع في هذا الأمر أن يذلل الله لنا صعبه، ويسهل لنا حزنه، إن شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (5).
وروي أنه لما رأت طائفة من أصحابه ما يفعله معاوية من بذل الأموال لأصحابه والمنقطعين إليه، وتفضيل بعضهم على بعض في العطاء قالوا: يا أمير المؤمنين. إن عامة الناس أصحاب دنيا لها يسعون وفيها يكدحون، فلو أعطيت من هذا المال، وفضلت الأشراف من العرب وقريشا على الموالي، ومن تخاف خلافه وفراقه، حتى إذا استتب لك ما تريد عدت إلى أحسن ما كنت عليه من العدل في الرعية والقسم بالسوية. فقال الإمام: أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه؟ والله لا اطور به (6) ما سمر سمير (7)، وما أم نجم في السماء نجما (8). ولو كان المال لي لسويت بينهم، فكيف وإنما لمال مال الله؟ ثم. قال:
ألا وإن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف. وهو يرفع صاحبه في الدنيا، ويضعه في الآخرة، ويكرمه في الناس، ويهينه عند الله... " (9).
إن المقتول لا يجامل أحدا، المقتول حجة ومهمته هي مهمة الحجة، قال فيه النبي صلى الله عليه وآله: " من أحب عليا فقد أحبني. ومن أحبني فقد

(1) الايضاع / الاسراع.
(2) مهطعون / مسرعون أيضا.
(3) الآثرة / الاستئثار.
(4) فبعدا وسحقا / دعاء عليهم بالبعد والهلاك.
(5) ابن أبي الحديد 234 / 5.
(6) ولا أطور به / لا أقربه.
(7) ما سمر سمير / أي ما أقام الدهر وما بقي.
(8) ما أم نجم في السما نجم / أي قصد وتقدم لأن النجوم تتبع بعضها بعضا.
(9) ابن أبي الحديد 3 / 3.
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459