وعدوكم، ونحن على الأمر الأول الذي كنا عليه والسلام (1).
فكتبوا إليه: أما بعد فإنك لم تغضب لربك، إنما غضبت لنفسك، فإن شهدت على نفسك بالكفر واستقبلت التوبة نظرنا فيما بيننا وبينك، وإلا فقد نابذناك على سواء، إن الله لا يحب الخائنين (2)، وهكذا خاطب أتباع الشيطان أمير المؤمنين. لقد رموا إمام المتقين (3) بالكفر. وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أنهم لا يعلمون من الإسلام إلا اسمه، وتحت هذا الاسم ساروا وراء أمير المؤمنين، ليأكلوا باسم الشعار، وعندما رفع أهل الشام المصاحف وجدوا أنفسهم في الشعار وليس في الشعور، وطالبوا الإمام بوقف القتال. وعندما انتهى القتال بطلب التحكيم راح الذين يقرؤون القرآن ولا يجاوز تراقيهم يوزعون الأخطاء. وها هم يرمون أمير المؤمنين بالكفر، وعندما نقول بأنهم أتباع الشيطان فإن هذا القول حق، لأن أمير عسكرهم كان عبد الله بن وهب الراسبي، وهو المعروف لهم اسما ونسبا، أما الأستاذ الذي يغذيهم بالعلوم فهو شيطان الردهة.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم في حياته بقتله عندما شاهده أبو بكر، وقد ذهب كل من أبي بكر وعمر ليقتلاه ولكن خشوعه غرهما فلم يقتلاه، فأمر النبي صلى الله عليه وآله عليا أن يقتله وعندما ذهب علي لم يجد هذا الشيطان. وأخبر النبي صلى الله عليه وآله عليا بأنه سيقتله عند قتال المارقين. ولقد تحدثنا عن ذو الثدية وأمر النبي بقتله من قبل.
وأمير المؤمنين حاول بكل جهده أن يفصل الاتباع عن سيدهم، فكاتبهم وبعث إليهم بعبد الله بن عباس ثم ذهب إليهم بنفسه كي يعودوا إلى الحق، ولكنهم أبوا إلا الركون لما تلقيه الشياطين. وبعد أن يأس منهم تركهم، وكتب إلى أمراء الأنصار بالاستعداد لقتال أهل الشام. ومما جاء في كتابه إليهم: أما بعد، فإن من ترك الجهاد في الله وأدهن في أمره، كان على شفا هلكة إلا أن