حقيقة الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر عليه السلام - أحمد حسين يعقوب - ج ١ - الصفحة ١٢٠
بالمسلمين، وأنهم أصحاب الاختصاص باختيار الإمام أو الخليفة أو الأمير ضمن قواعد الشورى.
أ - هذا القول ليس صحيحا لأن الرئاسة الإسلامية ليست شأنا خاصا بالمسلمين وحدهم بل تخص الله ورسوله والعالم كله ومستقبل البشرية، إنها تخص الشرعية الإلهية بكل مقوماتها، لأن مهمة الإمام في الإسلام أن يقود المسلمين والعالم وفق إطار الشرعية الإلهية، وأن يحكم بالحكم الإلهي بلا زيادة ولا نقصان، وهذا يستدعي أن يكون الإمام هو الأعلم والأفهم على وجه الجزم واليقين، والمسلمون لا يعرفون من يتصف بهذه الصفة حتى يختاروه. لذلك اختص الله سبحانه وتعالى باختيار الإمام لأنه يعرف على وجه اليقين من هو الأعلم والأفهم والأفضل والأقرب إليه.
ب - لا يماري أي واحد من المتشككين بأن الرسول كان نبيا وكان إماما أو رئيسا للمسلمين، فهل اختاره المسلمون إماما أو رئيسا لهم، أم أن الله سبحانه وتعالى هو الذي اختاره وقدمه للناس وقاد عملية إقناعهم بأنه الأعلم والأفهم والأنسب لرئاستهم!!! وهل اختار الناس النبي سليمان رئيسا لهم، وهل اختاروا داود أو طالوت!! لأن مهمة الرئيس الإيماني، أو الإمام ليست الجلوس على كرسي الحكم وإصدار الأوامر والنواهي، إنما هي منصبة على تنفيذ برامج إلهية لإنقاذ العالم وترشيد خطاه على طريق الهداية الإلهية، والناس لا يعرفون من هو المؤهل للقيام بهذه المهمة. وهذا هو سر إعلان النبي لإمامة علي بن أبي طالب والإحدى عشر إماما من أحفاده الطاهرين، لأن الله تعالى أحكم وأرحم من أن يكل الناس لأنفسهم، وأن يتركهم بعد وفاة النبي وفي مرحلة حرجة دون رعاة شرعيين وقادة مؤهلين. وقد ركزنا على هذه الناحية في كل مؤلفاتنا ويمكنك مراجعة كتابنا (المواجهة مع رسول الله وآله) لتقف على تفصيل ذلك وتوثيقه.
ثم إنه لم يصدف طوال تاريخ الخلافة التاريخية أن اختار المسلمون خليفتهم وفق قواعد الشورى، لقد كانت الخلافة لمن غلب طوال التاريخ، فمن يغلب.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست