ثانيا: عزل المعارضة وشلها اجتماعيا ولأجل إسقاط الصف المعارض الذي يتزعمه علي بن أبي طالب فقد عمل الحزب الحاكم أيضا على عزله اجتماعيا.
وأول شئ فعله أبو بكر وعمر هو تحطيم الحاجز النفسي والعاطفي الذي يحمل المسلمين كافة على احترام وتقدير قرابة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
وإذا كان علي هو ابن عم النبي وسيد العترة الطاهرة، قد وجد له مبغضون ضمن الصحابة الذين كانوا يحسدونه على ما آتاه الله من فضله، فضلا عن المنافقين الذين كانوا يتربصون به.
فإن فاطمة هي وحيدة النبي التي بقيت بعده في أمته وهي أم أبيها كما كان يسميها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسيدة نساء العالمين فكل المسلمين يحترمونها ويعظمونها للمكانة التي حظيت بها عند أبيها وللأحاديث التي قالها في فضائلها وشرفها وطهارتها.
ولكن أبا بكر وعمر عمدا إلى إسقاط هذا الاحترام والتقدير من نفوس الناس، فجاء عمر بن الخطاب إلى بيت الزهراء وفي يده قبس من نار وطوق بيتها بالحطب وأقسم أن يحرقها بمن فيها إن لم يخرجوا لبيعة صاحبه.
يقول ابن عبد ربه في العقد الفريد (1):
وأما على والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة وقال له: إن أبوا قاتلهم، فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار فلقيته فاطمة فقالت: يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟
قال: نعم أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة.
فإذا كانت فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين كما جاء في صحاح أهل السنة والجماعة، وإذا كان ولداها الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وريحانة