للويدا قيمة تاريخية كبرى، إذ تنعكس في هذا الأدب الديني حياة الآريين في الهند في عهدهم القديم ومقرهم الجديد، ففيه أخبار حلهم وترحالهم، دينهم وسياستهم، حضارتهم وثقافتهم، معيشتهم ومعاشرتهم، مساكنهم وملابسهم، مطاعمهم ومشاربهم، مهنهم وحرفهم، وترى فيه مدارج الارتقاء للحياة العقلية من سذاجة البدوي إلى شعور الفلسفي، فتوجد فيه أدعية ابتدائية تنتهي بالارتياب، وألوهية تترقى إلى وحدة الوجود.
والويدات عبارة عن أربع كتب دينية هي:
1 - الريج ويدا (Rig Veda) وهو أشهر الأربعة وأهمها وأشملها كما سيظهر من مقارنة موضوعاته بموضوعات الويدات الثلاث الأخرى، ويقال إن تأليف الريج ويدا يرجع إلى 3000 ق. م، وتشمل 1017 أنشودة دينية وضعت ليتضرع بها أتباعها أمام الآلهة أو يتغنون بها عن الآلهة، وأشهر الآلهة الذين ورد ذكرهم فيها هو الإله إندرا إله الآلهة، ثم يجئ بعده الإله أغنى إله النار وراعى الأسرة، فالإله فارونا، فالإله سورية (الشمس) وغيرهم (1).
ولا يزال الهنود يتغنون بأناشيد من الريج ويدا، يرتلونها في صلواتهم صباحا ومساء، ويتيمنون بتلاوتها في حفلات زواجهم كما كانوا يفعلون منذ ثلاثة آلاف عام (2).
2 - ياجورويدا (Yajur Veda) وتشمل العبارات النثرية التي يتلوها الرهبان عند تقديم القرابين.
3 - ساما ويدا Bama Veda وتشمل الأغاني التي ينشدها المنشدون أثناء إقامة الصلوات وتلاوة الأدعية.