الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٦٣
ولا ذكر فيها لأي اسم كان، فإنه من العسير أن تعد مجرد رسالة، بل ولا رسالة موجهة إلى جماعة محلية (كما كان شأن معظم رسائل بولس). غير أن الكاتب دعا قراءه " يا بني " (راجع 2 / 1).
وكثيرا ما ذكرهم بالإيمان المشترك، وحثهم على الثبات، فكانت له إذا سلطة دينية عليهم. يبدو أن الرسالة وجهت إلى جملة من الكنائس تهددها بدعة واحدة، ويرجح أن تلك الكنائس هي كنائس من إقليم آسية، كما ورد في التقليد القديم، وما كتب يوحنا إليهم هو نوع من الرسالة الرعائية الغاية منها تأييدهم وهدايتهم في معركة الإيمان.
أما بنية الرسالة فقد اختلفت الآراء فيها. وتزيد المشكلة تعقيدا قلة ما فيها من أدوات الوصل، ولكن يظهر فيها ما يمكن من الاستدلال إلى تصميم، وهو أن الكاتب يعود إلى الموضوعات نفسها عدة مرات في الترتيب نفسه. يتبسط الكاتب في فكرة وفقا لحركة لولبية حول موضوع أشبه بنقطة الدائرة، وهو مشاركتنا لله، وقد ورد صراحة في المقدمة (1 / 3) وعبر عنه بألفاظ مماثلة في آية الخاتمة (5 / 13). أراد الكاتب أن يبعث في المسيحيين يقينا يقينا هو أن الحياة الأبدية هي لهم هم المؤمنون. وقد أوضح لهم، ردا على أهل البدع، ما هي الشروط التي بها ينالون هذه الحياة وما هي العلاقات التي تعرف بها.
ليست الرسالة كلها سوى وصف هذه العلامات وهذه الشروط العائدة إلى الحياة المسيحية الصحيحة، في سلسلة من اللوحات المتحاذية، يزداد فيها الوضوح من لوحة إلى أخرى.
المقدمة: وفيها عرض الموضوع الرئيسي (1 / 1 - 4).
1) العرض الأول لعلامات مشاركتنا لله (1 / 5 - 2 / 28). ينظر هنا إلى المشاركة كما ينظر إلى الحصول على نصيب من نور الله. وعلامة هذه المشاركة:
آ) السير في النور بعد التحرر من الخطيئة (1 / 5 - 2 / 2).
ب) حفظ وصية المحبة (2 / 3 - 11).
ج) إيمان المؤمنين، ردا على العالم وعلى المسحاء الدجالين (2 / 12 - 28).
2) العرض الثاني لعلامات مشاركتنا لله (2 / 29 - 4 / 6). توصف مشاركتنا لله في هذا العرض بكلمات البنوة. العلامات التي يعرف بها أبناء الله هي:
آ) عمل البر واجتناب الخطيئة (2 / 29 - 3 / 10).
ب) العمل بالمحبة على مثال ابن الله (3 / 11 - 24).
ج) اختبار الأرواح بالإيمان بيسوع المسيح (4 / 1 - 6).
3) العرض الثالث للعلامات والشروط لمشاركتنا لله (4 / 7 - 5 / 12).
لا ذكر للعلامات السلبية وهي اجتناب الخطيئة. أما العلامتان الإيجابيتان، وهما المحبة والإيمان، فإن الكاتب يعود بهما إلى مصدرهما الأول: فإن المحبة، بعد ما نظر إليها حتى الآن من وجهة إرشادية (2 / 3 - 11) ومسيحانية (3 / 11 - 24)، ينظر إليها هذه المرة من وجهتها الإلهية، بكل معنى هذه الكلمة (راجع 4 / 7 - 9 و 16). والإيمان، بعد ما وصف في الحلقتين الأولى والثانية بسيرة كنيسة وبشهادة الإيمان (راجع 2 / 22 - 25 و 3 / 23 و 4 / 2 - 6) يعرض الآن عرض حقيقة
(٧٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 758 759 760 761 762 763 764 765 766 767 768 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة