الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٥٨
الأحباء، وفيهما أنبه بتذكيري أذهانكم السليمة. 2 فتذكروا الكلام الذي قاله الأنبياء القديسون من قبل ووصية (1) رسلكم، وهي وصية الرب المخلص.
[المعلمون الكذابون] 3 فاعلموا أول الأمر أنه سيأتي في آخر الأيام قوم مستهزئون كل الاستهزاء، تقودهم أهواؤهم 4 فيقولون: " أين موعد مجيئه؟ مات آباؤنا (2) ولا يزال كل شئ منذ بدء الخليقة على حاله ". 5 فهم يتجاهلون أنه كان هناك من زمن قديم سماوات وأرض خرجت من الماء وقائمة بالماء وقد حدث ذلك بكلمة الله، 6 وأنه بهذه الأسباب نفسها هلك عالم الأمس غرقا في الماء. 7 أما السماوات والأرض في أيامنا هذه، فإن الكلمة نفسها أبقت عليها للنار (3) إلى يوم الدينونة وهلاك الكافرين.
8 وهناك أمر لا يصح لكم أن تجهلوه أيها الأحباء، وهو أن يوما واحدا عند الرب بمقدار ألف سنة، وألف سنة بمقدار يوم واحد. 9 إن الرب لا يبطئ في إنجاز وعده، كما اتهمه بعض الناس، ولكنه يصبر عليكم لأنه لا يشاء أن يهلك أحد، بل أن يبلغ جميع الناس إلى التوبة. 10 سيأتي يوم الرب كما يأتي السارق، فتزول السماوات في ذلك اليوم بدوي قاصف وتنحل العناصر مضطرمة وتحاكم الأرض وما فيها من الأعمال (4).
[الحث على القداسة. التمجيد] 11 فإذا كانت جميع هذه الأشياء ستنحل على ذلك الوجه، فكيف يجب عليكم أن تكونوا في قداسة السيرة والتقوى، 12 تنتظرون وتستعجلون مجئ يوم الله الذي فيه تنحل السماوات مشتعلة وتذوب العناصر مضطرمة. 13 غير أننا ننتظر، كما وعد الله، سماوات جديدة وأرضا جديدة (5) يقيم فيها البر.
14 فاجتهدوا أيها الأحباء، وأنتم تنتظرون هذه الأمور، أن تكونوا لديه لا دنس فيكم ولا لوم عليكم، لتوجدوا في سلام. 15 وعدوا طول أناة ربنا وسيلة لخلاصكم، كما كتب إليكم بذلك أخونا الحبيب بولس على قدر ما أوتي من الحكمة، 16 شأنه في جميع الرسائل كلما تناول هذه المسائل. وقد ورد فيها أمور غامضة يحرفها الذين لا علم عندهم ولا ثبات، كما يفعلون في سائر الكتب (6)، وإنما يفعلون ذلك لهلاكهم.

(1) راجع 2 / 21.
(2) تدل كلمة " آباء " عادة على أجيال إسرائيل التي نالت المواعد، ولكن قد يقصد الكاتب بها هنا الجيل المسيحي الأول.
(3) طوفان " النار " جزء من استعارات الأدب الشعبي اليهودي. وهو يقابل هنا الطوفان الأول، طوفان " الماء " على عهد نوح. فكما أن العالم الكافر السالف غمره الماء، يعد عالم اليوم الكافر لدينونة النار التي ستمحق الكفار. وسينجو الأبرار من الكارثة، كما نجوا في الزمن القديم، ويسكنون العالم الجديد حيث يسود البر.
(4) الترجمة اللفظية: " توجد "، أي تكون ظاهرة أمام دينونة الله، وهناك قراءة مختلفة: " تحترق ".
(5) راجع اش 65 / 17 و 66 / 22.
(6) إشارة إلى مجمل النصوص الكتابية القانونية، ومنها رسائل بولس، ويبدو أنها كانت جزءا من تلك النصوص، يوم كتبت رسالة بطرس الثانية.
(٧٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 753 754 755 756 757 758 759 760 761 762 763 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة