الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٥٤
فلا يحسن من جهة أن يجعل شأن كبير للإشارات التي أخبر فيها الكاتب عن حياته والتي قال فيها أنه الرسول بطرس، فإنها تعود إلى الفن الأدبي المعروف " بالوصايا ". وهناك من جهة أخرى فروق كثيرة في الانشاء بين الرسالتين. فإنهما تختلفان في 599 كلمة وليس فيها سوى 100 كلمة مشتركة وإن المسائل التي تتناول الحياة بعد الموت ليست هي هي في الرسالتين، وهذا الفرق يدعو إلى الافتراض أن مدة من الزمن، على شئ من الطول، تفصل بين الرسالتين.
لا يبدو أن الكاتب ينتمي إلى الجيل المسيحي الأول، وقد زال عن الوجود (3 / 4). والرسالة متأخرة عن رسالة يهوذا، وقد جعل تاريخها على العموم في العقود الأخيرة من القرن الأول. وآخر الأمر وقبل كل شئ، ذكر ذكرا واضحا كما ورد آنفا، قانون الكتب المقدسة، فهناك مجموعة لرسائل بولس، وهي وإن لم تكن كاملة، تعد من " الكتب المقدسة "، كسائر مؤلفات الرسل والأنبياء.
ولما كان لا يسوغ الافراط في تأخير تاريخ رسالة مشبعة على هذا النحو بالتقاليد اليهودية المسيحية، يسوغ اقتراح نحو السنة 125 تاريخا لإنشاء الرسالة، وهو تاريخ ينفي عنها نسبتها المباشرة إلى بطرس.
ولكن هل يسوغ الكلام على " حلقة بطرسية " فيها أنشئت هذه الرسالة في صيغة وصية روحية، للتذكير بضرورة الحفاظ على الإيمان، اتباعا لتعليم الرسول؟ لما كان الشئ بالشئ يذكر، نذكر، على ما جاء في تقليد ورد في أوسابيوس (تاريخ الكنيسة)، إن مرقس، الذي كان معاون بطرس مدة من الزمن (1 بط 5 / 13)، بشر بالإنجيل في الإسكندرية، وهي البيئة التي تقبلت قبل غيرها هذه الرسالة.
[قانونية الرسالة] إن كلا من هذه الرسالة وسفر الرؤيا كان في العهد الجديد السفر الذي لقي أكثر المصاعب ليعترف به، فقد دخلت هذه الرسالة من كنيسة الإسكندرية دخولا بطيئا إلى مجمل الكنائس.
أغفلت في قانون موراتوري (قبيل السنة 200) فاستشهد بها أول مرة أوريجينس (ولد السنة 185 / 186 وتوفي السنة 254)، وذكر أن أمرها موضوع نقاش، وأحصاها أيضا أوسابيوس (توفي في السنة 340) في عداد المؤلفات المتنازع فيها. ولم يعترف بها معظم الكنائس إلا في القرن الخامس. واعترف بها في سورية في القرن السادس. غير أنها وردت في نحو السنة 200 في ترجمة مصرية للعهد الجديد ووردت في نحو آخر القرن الثالث في البردي رقم 72.
(٧٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 749 750 751 752 753 754 755 756 757 758 759 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة