الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٨٢
يثيرون الاضطراب بينكم يجبون أنفسهم! (8) [الحرية والمحبة] 13 إنكم، أيها الإخوة، قد دعيتم إلى الحرية، بشرط واحد وهو أن لا تجعلوا هذه الحرية فرصة للجسد، بل بفضل المحبة أخدموا بعضكم بعضا (9)، 14 لأن تمام الشريعة كلها في هذه الكلمة الواحدة: " أحبب قريبك حبك لنفسك " (10). 15 فإذا كنتم تنهشون وتأكلون بعضكم بعضا، فاحذروا أن يفني بعضكم بعضا.
16 وأقول: اسلكوا سبيل الروح فلا تقضوا شهوة الجسد، 17 لأن الجسد يشتهي ما يخالف الروح، والروح يشتهي ما يخالف الجسد:
كلاهما يقاوم الآخر حتى إنكم تعملون ما لا تريدون (11). 18 ولكن إذا كان الروح يقودكم، فلستم في حكم الشريعة (12).
19 وأما أعمال الجسد فإنها ظاهرة، وهي الزنى والدعارة والفجور 20 وعبادة الأوثان والسحر والعداوات والخصام والحسد والسخط والمنازعات والشقاق والتشيع 21 والحسد والسكر والقصف وما أشبه. وأنبهكم، كما نبهتكم من قبل، على أن الذين يعملون مثل هذه الأعمال لا يرثون ملكوت الله (13). 22 أما ثمر الروح (14)

(8) من الراجح أن بولس يلمح إلى رتبة كانت تقام في غلاطية في إحدى العبادات الوثنية. من أراد أن يوازي بين هذه الرتبة والختان، أعلن أن الختان لم تبق له قيمة، بل صرح بأن الذين ينادون به أولى بهم أن يعتنقوا تلك الرتب الوثنية المذلة، فلا يفسدوا البشارة على الأقل، كما يفعلون.
(9) راجع 5 / 1 و 5 / 7 +. إن " الحرية " الحقيقية المشروطة بالتحرر من الجسد، أي من الأهواء الأنانية، تهدف إلى نمو المحبة في خدمة جميع الناس.
(10) يلخص بولس، على مثال يسوع (مر 12 / 31)، متطلبات الله في الوصية المذكورة في اح 19 / 18. ولا بد أن تفهم من وجهة النظر هذه. فمن أحب قريبه أتم الشريعة (روم 13 / 8 - 10).
(11) لا يكفي الحث على فعل الخير. فالانسان عاجز، حتى لو أراد، عن تحرير نفسه من كيانه " الجسدي "، الخاطئ (روم 7 / 14 - 23). و " الروح " وحده يمكن الإنسان من تحقيق دعوته الحقيقية. في هذه الآيات دليل واضح على أن الجسد والروح ليسا هما جزءين من الشخص، فالعبارتان " بحسب الجسد، بحسب الروح " تدلان على اتجاهين مختلفين للشخص كله.
(12) راجع 4 / 5 +.
(13) يتضمن تعداد المنكرات هذا أربع فئات:
" الدعارة " وهي تفسد الحب البشري، و " عبادة الأوثان " و " السحر " وهما فساد للعبادة الإلهية، و " الشقاق " وهو يكشف عن قلة المحبة، و " الافراط في الأكل " وهو يكشف عن انحطاط الإنسان. ليس التحرر من الشريعة حرية ارتكاب ما تنهى عنه، بل التحرر مما يصرف الإنسان عن دعوته الصحيحة.
(14) يميز بولس بين أعمال الجسد وثمر الروح، وهو واحد، أي " المحبة ". وليس ما يعدده بعد ذلك إلا علامات سيادة المحبة (" الفرح والسلام ") ومظاهر هذه المحبة (" الصبر واللطف وكرم الأخلاق ") وشروط نشأتها ونموها (" الإيمان والوداعة والعفاف "). فالإيمان أصل المحبة (5 / 6)، وأما الوداعة فهي موقف المتواضعين الذين ينقادون لأبيهم السماوي.
إنها ميزة من ميزات المسيح (متى 11 / 29).
(٥٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 577 578 579 580 581 582 583 584 585 586 587 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة