الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٤٤
ويوضح طابعها البشري جميع ما روى لنا الرسول رواية مفصلة عن حياته في خدمة المسيح (11 / 22 - 31)، وهي تطلعنا على ما عانى هو بنفسه من أخطار وجهد ومشقات توالت عليه تواليا مروعا. عانى ذلك كله معاناة إنسان قال له الرب: " حسبك نعمتي، ففي الضعف يبدو كمال قدرتي " (2 / 9). إنه سفير المسيح (5 / 20)، وإليه عهد في خدمة المصالحة (5 / 18)، لأنه جعل أهلا لأن يكون خادم العهد الجديد (3 / 6).
[العهد القديم] لما أكد القديس بولس أن أهل قورنتس صاروا رسالة عهد بها المسيح إلى خدمته الرسولية، رأى أن العهد الجديد الذي أنبأ به النبي إرميا (31 / 31 - 33) قد تم. ليس هذا العهد إضافة أو تحسينا للعهد القديم، لأنه، إذا كان الناقش والنقش هما نفسهما، فقد حصل مع ذلك انتقال من لوح الحجر إلى لوح اللحم والدم، ومن الكتاب إلى القلب. ولا يقتصر بعد ذلك على إسرائيل، بل إنه باب ينفتح لجميع الذين يتناولهم الروح القدس بعمله. أراد بولس أن يبين كيف أن هذا العهد هو جديد حقا، فأتى بتشبيه مروع، إذ شبه بالعهد الجديد العهد الذي أبرم في الماضي مع موسى. هذه أول مرة يقال فيها لعهد موسى العهد القديم، ويشار إلى الكتب المقدسة اليهودية بعبارة العهد القديم (3 / 14). إن الله يعمل بعد اليوم في القلوب، ولقد بدأ زمن الروح القدس، ولا يمكن بعد اليوم أن يكون العهد الجديد مجمدا في الحرف، كما كان شأن العهد القديم، فإن الروح يحيي (3 / 6).
[كنيسة واحدة] في وقت قريب من السنة 55، أي بعد موت يسوع المسيح وقيامته بجيل واحد، كان هناك خطر كبير بأن تبرز كل جماعة محلية ميزاتها الخاصة على حساب الوحدة بين جميع الكنائس. رأى الرسول بولس أن الأزمنة المشيحية قد ابتدأت (أشعيا 60 - 62)، ولذلك اقترح جمع صدقات وصفه بعضهم بأنه " مسكوني "، لأن المراد به إظهار قيمة الصلة القائمة بين جميع الكنائس التي نشأت من الإرسالية وقديسي أورشليم الذين يعانون من المجاعة. تحمس أهل قورنتس لجمع الصدقات، فكانوا أول الداعين إلى تنظيم يشمل الكنائس الأخرى. ولكن لأن يقترح المرء السخاء أسهل من أن يعمل به هو بنفسه، فقد أبطأ أهل قورنتس في العمل (9 / 4). فالتعاون في نظر بولس علامة للاتحاد الوثيق، فإن كنيسة الله واحدة: إنها في قورنتس كما إنها أيضا في أماكن أخرى. فلا بد أن يظهر جمع الصدقات ذلك الاتحاد الواجب، على ما هناك من فروق، ويوضح وحدة الشعب الجديد يؤلفه اليهود واليونانيون على حد سواء.
[صلة الرسالة بعصرنا] يحب أهل عصرنا الأخبار المفصلة وما يروى من سيرة الناس. إن 2 قور تلبي هذه الرغبة
(٥٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 539 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة