الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٤٢
تأت إلا بثمر قليل، فأرسل بولس بعد وقت قليل (1 قور 4 / 17) طيموتاوس، لكي يذكرهم تعليمه.
فكتبت حينئذ أسئلة إلى الرسول (1 قور 7 / 1)، فأجاب عنها واحدا فواحدا في رسالته الأولى المعروفة إلى قورنتس، والراجح أن ذلك كان خلال السنة 55.
ثم غادر طيطس أفسس فذهب إلى قورنتس وغايته أن يعد ما يلزم للقيام بمشروع جمع الصدقات الذي ورد ذكره في 1 قور 16 / 1 - 4، ولكنه لما وصل. وجد الحالة مخيبة للأمل، فإن الرسالة الأولى (المفقودة) والرسالة الثانية المعروفة لم تأتيا بالثمرة المرجوة.
فعزم بولس على الذهاب هو بنفسه إلى قورنتس في رحلة سريعة. إنها رحلته الثانية، فالأولى هي التي فيها أنشأ الكنيسة هناك (2 قور 12 / 14 و 13 / 1). لا شك أن عزمه ذلك أتى على عجل، فقد ورد في 2 قور 2 / 1 أنه لم يكن ينوي ذلك من قبل، فوقع اصطدام عنيف، فعاد بولس بغتة إلى أفسس، فكتب لدى عودته الرسالة الثالثة أو الرسالة الشديدة اللهجة، التي كتبها والدموع تفيض من عينيه (المذكورة في 2 قور 2 / 3 - 4).
أراد بولس أن يتغلب على هذا الإخفاق، فعهد إلى طيطس، وهو مفاوض حاذق وسفير لبق، في الذهاب إلى أهل قورنتس ليعيد الاتصال بهم، فهل عهد إلى طيطس في حمل تلك الرسالة الثالثة أم كتبها الرسول وأرسلها لوقته بعد ذهاب طيطس؟ لا ندري. كان بولس ينتظر بفروغ الصبر الاطلاع على موقف أهل قورنتس وسلوكهم على أثر تلقيهم رسالته، ونتيجة بعثة طيطس. ولكن بعض الأحداث اضطرته إلى مغادرة أفسس، فذهب إلى طرواس ثم إلى مقدونية، وإليها وصل طيطس آخر الأمر وهو يحمل أخبارا سارة (2 قور 7 / 13).
ارتاح بولس فكتب دفاعا هادئ اللهجة عن خدمته الرسولية، وأضاف إليه نداء من أجل جمع الصدقات (الفصلان 8 و 9، وقد يكون الفصل التاسع بطاقة مستقلة في حد ذاتها عن الفصل الثامن). فهذه هي الرسالة الثانية القانونية إلى أهل قورنتس التي في أيدينا. عاد طيطس إلى قورنتس ليهيئ ما يلزم لقدوم بولس الذي ما لبث أن التحق به، وكانت السنة 56 (أو 57) تقارب النهاية.
كتب بولس في أثناء اقامته هذه الثالثة هناك رسالته إلى أهل رومة وذهنه صاف على وجه تام.
[بنية الرسالة] في الرسالة ثلاثة أجزاء كبرى:
1) بولس وعلاقاته بجماعة قورنتس (1 / 1 - 7 / 16): قارب بولس الموت في آسية (1 / 8)، فأخر سفره الذي وعد به، لا عن خفة في العقل، بل لرغبته في العفو (1 / 11 - 2 / 13). وأشاد بولس في 2 / 14 و 7 / 4 بعظمة الخدمة الرسولية، وأكد أن خدمة العهد الجديد تفوق رفعة خدمة العهد القديم (2 / 14 - 4 / 6)، ثم أوضح ما في هذه الخدمة من شدائد ورجاء ثابت (4 / 7 - 5 / 10). وهي تظهر في الحاضر بمظهر سفارة من أجل المسيح ومصالحة مع العالم (5 / 11 - 21). وما يلقاه الرسول من الصعاب هو كالمهماز الذي يدفعه إلى الكشف عما في قلبه لأهل
(٥٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 537 538 539 540 541 542 543 544 545 546 547 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة