الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٤١
بل الراجح أنها موجهة إلى يهود من حزب الغيورين (رسل 21 / 20 - 36) اعتنقوا الإيمان المسيحي، وهو أمر لا يناقض انتماءهم إلى ذلك الحزب. بين لهم بولس أن العهد الجديد يفوق العهد القديم على وجه مطلق (2 قور 3 / 1 - 18). وهذه أول مرة يقال " العهد القديم " لجملة الكتب السابقة للعهد الجديد (3 / 14).
[الأحداث والتواريخ التي كتبت فيها الرسالة] لا يمكن عرض الأحداث التي كتبت فيها الرسالة الثانية إلى أهل قورنتس والتواريخ المحتملة لإرسالها إلا بعد التنبيه إلى أنه ورد في 1 قور 5 / 9 و 2 قور 2 / 3 و 7 / 8 ذكر رسائل مفقودة. هل فقدت على وجه تام أم يجب البحث عنها، كما فعل بعضهم، بتقطيع الرسالتين؟
أترى الرسالة الثانية رسالة واحدة؟ أولا يجب أن نجعل من 10 - 13 إحدى الرسالتين المفقودتين؟ فقد يكون الجزء الثالث من الأجزاء الثلاثة (الفصول 1 - 7 و 8 - 9 و 10 - 13) كتلة قائمة في ذاتها. إنها دفاع عنيف عن خدمة بولس الرسولية. فإن تمسكنا بتقطيع الرسالة الثانية، كان هذا القسم الأخير هو الرسالة الشديدة اللهجة التي كتبت لإنزال الغم باهل قورنتس والتي ورد ذكرها في 2 قور 2 / 4 - 9 و 7 / 8 - 12. غير أن ذلك مجرد افتراض. هناك أمر واحد أكيد، وهو أن بولس بعث بأربع رسائل على أقل تقدير إلى كنيسة قورنتس.
الرسالة الأولى مفقودة، وقد ورد ذكرها في 1 قور 5 / 9، والثانية هي الرسالة القانونية الأولى التي في أيدينا، والثالثة مفقودة أيضا إلا إذا كان 2 قور 10 - 13 تلك الرسالة التي " كتبت والدموع تفيض من العينين "، كلها أو جزءا منها. وتتألف الرابعة (بحسب الخيار المتخذ في أمر الرسالة الثالثة) من 2 قور 1 - 13 أو من قور 1 - 9.
وما هو السبيل إلى تحديد بعض التواريخ؟ كتبت الرسالة إلى أهل رومة في السنة 57 أو في أول ربيع السنة 58، فقد تم تبادل الرسائل بين بولس وكنيسة قورنتس قبل ذلك التاريخ. فإذا أخذنا في الحسبان هذه الإقامة التي تقتضيها كتابة الرسالة إلى أهل رومة، وما لا بد منه من الوقت لتصل الرسالة الأخيرة إلى قورنتس، فتثمر الثمر الذي يرجى، وجب أن نجعل تاريخ البعث بهذه الرسالة الرابعة قبل أربعة أشهر أو خمسة على أقل تقدير، وقد بعث بها من طرواس أو من مقدونية، إذ كان الرسول مسافرا إلى قورنتس، أي في آخر السنة 56 (أو آخر السنة 57).
وعلينا من جهة أخرى أن نتذكر أن بولس غادر قورنتس خلال صيف السنة 52، فجاء إلى أفسس بعد ذلك بسنة، أي في السنة 53. لم تصله الأخبار التي تدعو إلى القلق بشأن الحالة في قورنتس إلا بعد بضعة أسابيع أو أشهر في السنة 54، فيكون أن تبادل هذه الرسائل قد تم بين السنة 54 على التقديم ونهاية السنة 56 (57) على التأخير.
فيكون سياق الأحداث على هذا الوجه: علم الرسول، وهو مقيم في أفسس، بحدوث أعمال اضطراب شديد في كنيسة قورنتس، فكتب عندئذ رسالته الأولى (المفقودة والتي ورد ذكرها في 1 قور 5 / 9) ونهى أهل قورنتس بشدة عن مخالطة الذين شاع خبر سواء سلوكهم. غير أن هذه الرسالة لم
(٥٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 536 537 538 539 540 541 542 543 544 545 546 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة