الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٤٢
" إن ما ننعم به من السلام الشامل بفضلك، ومن الاصلاح الذي حصلت عليه هذه الأمة بعنايتك، 3 نتلقاه، يا فيلكس المكرم، بخالص الشكر من جميع الوجوه وفي كل مكان. 4 ولكن لا أريد أن أزعجك بكثير الكلام، فأرجو أن تصغي إلينا قليلا بما أنت عليه من اللطف. 5 وجدنا هذا الرجل آفة من الآفات، يثير الفتن بين اليهود كافة في العالم أجمع، وأحد أئمة شيعة النصارى (4). 6 وقد حاول أن يدنس الهيكل فقبضنا عليه.
8 فتستطيع، إذا استجوبته عن هذه الأمور كلها، أن تتبين ما نتهمه به ". 9 فسانده اليهود زاعمين أن الأمور على ذلك.
[دفاع بولس عن نفسه] 10 فأشار الحاكم إلى بولس يأذن له بالكلام، فأجاب (5): " أعلم أنك تقضي (6) في أمور هذه الأمة من عدة سنوات. فأراني مطمئنا في الدفاع عن قضيتي. 11 يمكنك أن تتبين أنه لم يمض على صعودي إلى أورشليم للعبادة أكثر من اثني عشر يوما. 12 فما وجدوني مرة أجادل أحدا أو أثير جمعا، لا في الهيكل ولا في المجامع ولا في المدينة 13 ولا يمكنهم أن يثبتوا لك ما يتهموني به الآن (7). 14 على أني أقر بأني اعبد إله آبائي على الطريقة (8) التي يزعمون أنها شيعة، وأومن بكل ما جاء في الشريعة وكتب الأنبياء (9)، 15 راجيا من الله ما يرجونه هم أيضا وهو أن الأبرار والفجار سيقومون (10). 16 فأنا أيضا أجاهد النفس ليكون ضميري لا لوم عليه عند الله وعند الناس.
17 وجئت بعد عدة سنوات، أحمل الصدقات إلى أمتي (11)، وأقرب القرابين. 18 فعلى هذه الحال وجدوني في الهيكل وكنت قد اطهرت، ولم يكن هناك جمع أو ضجيج. 19 غير أن بعض اليهود الأسيويين.. لو كان لأولئك ما يشكونني به، لوجب عليهم أن يمثلوا أمامك

(4) تسمية جديدة للمسيحيين (راجع 11 / 26 +).
والكلمة التي نترجمها ب‍ " شيعة " (راجع الآية 14) تستعمل في شأن الصدوقيين (5 / 17) والفريسيين (15 / 5). والمراد بها هنا هو التحقير. هذه هي المرة الوحيدة التي يسمى فيها المسيحيون " نصارى "، على مثال يسوع.
(5) إن دفاع بولس عن نفسه نموذج جيد للخطابة القديمة، شأن الاتهام الذي عرضه طرطلس (الآية 2 +).
فبعد " استمالة عطف " معتدلة جدا (الآية 10)، يرد بولس على الشكوى الأولى (الآيات 11 - 13)، ثم يعترف بأنه وفقا ل‍ " الطريقة " يبقى أمينا للإيمان اليهودي (الآيات 14 - 16 وراجع 16 / 3 +) ويأتي إلى الشكوى الثانية: أي ما جرى في الهيكل (الآيات 17 - 19) والمجلس (الآيتان 20 - 21).
(6) الترجمة اللفظية: " أنك القاضي ".
(7) يستند بولس إلى مبدأ قانوني أساسي: ما يجب إثباته هو الإجرام لا البراءة.
(8) عن لفظ " طريقة "، راجع 9 / 2 +. وعن " شيعة "، راجع 24 / 5 +.
(9) عن أهمية هذا القول، راجع 26 / 22 +.
(10) راجع 23 / 6 +. يبدو أن نظريتين في قيامة الأموات قد تطورتا في الدين اليهودي: ورد في الأولى أن القيامة مقصورة على الأبرار (راجع لو 14 / 14 +، و 2 مك 7 / 14)، وورد في الثانية أن جميع الناس يقومون قبل أن يدانوا - وهي النظرية التي تظهر هنا.
(11) الإشارة الوحيدة في أعمال الرسل (راجع 20 / 3 +، و 20 / 4 +) إلى الصدقات التي جمعها بولس لفقراء أورشليم (راجع غل 2 / 10 و 1 قور 16 / 1 - 4 و 2 قور 8 - 9 وروم 15 / 25 - 28). يستخلص مما قاله بولس إن جمع الصدقات كان الهدف الرئيسي لمجيئه إلى أورشليم.
يقول بولس إن تلك الصدقات التي أتى بها لليهود والمسيحيين كانت معدة لشعبه، ويرجح أنه كان يجعلها من ضريبة الهيكل التي كان اليهود يؤدونها في المملكة كلها كما في فلسطين (راجع متى 17 / 24).
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة