الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٣٧
فوقف بولس على السلم، وأشار بيده إلى الشعب، فساد السكوت. فأخذ يخطب فيهم بالعبرية (23) قال:
[خطبة بولس في أهل أورشليم] [22] 1 " أيها الإخوة وأيها الآباء، اسمعوا ما أقول لكم الآن في الدفاع عن نفسي " (1).
2 فلما سمعوه يخطب فيهم بالعبرية ازدادوا هدوءا، 3 فقال: " أنا رجل يهودي ولدت في طرسوس من قيليقية، على أني نشأت في هذه المدينة (2)، وتلقيت عند قدمي جملائيل (3) تربية موافقة كل الموافقة لشريعة الآباء، وكنت ذا حمية لله، شأنكم جميعا في هذا اليوم.
4 واضطهدت تلك الطريقة (4) حتى الموت، فأوثقت الرجال والنساء وألقيتهم في السجون، 5 وبذلك يشهد لي عظيم الكهنة وجماعة الشيوخ كلها. فمنهم أخذت رسائل إلى الإخوة، فسرت (5) إلى دمشق لأوثق من كان فيها منهم، فأسوقه إلى أورشليم، ليعاقب. 6 وبينما أنا سائر وقد اقتربت من دمشق، إذ نور باهر من السماء قد سطع حولي نحو الظهر، 7 فسقطت إلى الأرض، وسمعت صوتا يقول لي: شاول، شاول، لماذا تضطهدوني؟ 8 فأجبت: من أنت، يا رب؟ فقال لي: أنا يسوع الناصري الذي أنت تضطهده. 9 ورأى رفقائي النور، ولكنهم لم يسمعوا صوت من خاطبني (6).
10 فقلت: ماذا اعمل، يا رب، فقال لي الرب: قم فاذهب إلى دمشق تخبر فيها بجميع ما فرض عليك أن تعمل. 11 على أني عدت لا أبصر لشدة ذلك النور الباهر. فاقتادني رفقائي باليد حتى وصلت إلى دمشق. 12 وكان فيها رجل يدعى حننيا (7) تقي محافظ على الشريعة، يشهد له جميع اليهود المقيمين هناك، 13 فأتاني ووقف بجانبي وقال لي: يا أخي شاول، أبصر. وفي تلك الساعة رفعت طرفي إليه.
14 فقال: إن إله آبائنا قد أعدك لنفسه لتعرف مشيئته وترى البار وتسمع صوته بنفسه (8).
15 فإنك ستكون شاهدا له (9) أمام جميع

(23) يرجح أن المقصود هو الآرامية.
(1) هذا الدفاع الموجه إلى جمهور اليهود (22 / 1 - 21) سيليه دفاعان آخران: الأول موجه إلى الحاكم فيليكس (24 / 10 - 21) والثاني إلى الملك اغريبا (26 / 2 - 23) (راجع 23 / 1 و 6). يكيف مضمون هذه الخطب وأسلوبها الانشائي على وجه يوافق السامعين. وهذا الاهتمام بالتكييف يفسر، ولو إلى حد ما، ما هناك من فروق هامة بين هذه الخطب وبينها وبين 9 / 1 - 19 في روايتي اهتداء بولس الواردتين في الخطبة الأولى (22 / 6 - 16) والأخيرة (26 / 12 - 17).
(2) " ولد.. نشأ.. ربي ": رسم بياني واحد هنا وفي 7 / 20 - 22 في شأن موسى.
(3) كان الطلاب يقعدون على الأرض عند قدمي معلمهم. عن جملائيل، راجع 5 / 34 +.
(4) راجع 9 / 2 +.
(5) قارن بين رواية اهتداء بولس هذه و 9 / 3 - 19 و 26 / 12 - 18 (راجع الآية 1 +).
(6) يوحي بأن رفقاء شاول لا يعرفون معرفة دقيقة ماذا يجري (راجع يو 12 / 29 - 30)، كما ورد في 9 / 7، ولكن بأسلوب معكوس.
(7) يوصف " حننيا " هنا، لا بأنه تلميذ (9 / 10)، بل بأنه يهودي مثالي، ذلك بأن بولس يوجه كلامه إلى يهود.
ومن جهة أخرى، يحسب القارئ مطلعا على عناصر رواية 9 / 10 - 16.
(8) الترجمة اللفظية: " صوت (أو: كلام) فمه ".
(9) عن هذه الصفة، راجع 1 / 22 +.
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة