الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٥
جليل الأمم.
16 الشعب المقيم في الظلمة أبصر نورا عظيما والمقيمون في بقعة الموت وظلاله أشرق عليهم النور ".
17 وبدأ يسوع من ذلك الحين (15) ينادي فيقول: " توبوا، قد اقترب (16) ملكوت السماوات ".
[دعوة التلاميذ الأولين] 18 وكان يسوع سائرا على شاطئ بحر الجليل، فرأى أخوين هما سمعان الذي يقال له بطرس وأندراوس أخوه يلقيان الشبكة في البحر، لأنهما كانا صيادين. 19 فقال لهما:
" اتبعاني (17) أجعلكما صيادي بشر " (18) 20 فتركا الشباك من ذلك الحين وتبعاه (19).
21 ثم مضى في طريقه فرأى أخوين آخرين، هما يعقوب ابن زبدى ويوحنا أخوه، مع أبيهما زبدى في السفينة يصلحان شباكهما، فدعاهما 22 فتركا السفينة وأباهما من ذلك الحين وتبعاه.
[موجز أعمال يسوع في الجليل] 23 وكان يسير في الجليل كله، يعلم في مجامعهم ويعلن بشارة الملكوت (20)، ويشفي الشعب من كل مرض وعلة (21). 24 فشاع ذكره في سورية كلها، فأتوه بجميع المرضى المصابين بمختلف العلل والأوجاع: من

(15) يراد بعبارة " من ذلك الحين "، وهي لا ترد إلا مرة أخرى في 16 / 21، لا الدلالة على مجرد بداية بالمعنى الضعيف فقط، بل الإشارة إلى أن يسوع يفتتح افتتاحا رسميا خدمته الرسولية، وسيعرف عن نفسه بالأقوال (5 / 1 - 7 / 29) والأعمال (8 / 1 - 9 / 34).
(16) راجع 3 / 2 +.
(17) الترجمة اللفظية: " تعاليا ورائي ". عبارة مماثلة في 16 / 23 - 24.
(18) عن العبارة " صيادو بشر "، راجع مر 1 / 17 +.
(19) في الدين اليهودي في القرن الأول، كان فعل " تبع " يتضمن عادة التوقير والطاعة ومختلف الخدمات المترتبة على تلاميذ الرابيين نحو أساتذتهم. يطلق متى هذا الفعل على يسوع وتلاميذه، ولكنه يغير معناه من عدة وجوه: 1) لم يعد للتلميذ أن يختار معلمه. فالدعوة تأتي من يسوع وتلبى عادة بطاعة فورية، 2) التلاميذ يتبعون يسوع، لا كسامعين فقط، بل كمعاونين وشهود لملكوت الله وعمال في حصاده (10 / 1 - 27)، كما أن التلاميذ عند الغيورين لا يتمسكون بتعليم المعلم فقط، بل يلازمون شخصه، 3) يذكر متى أحيانا كثيرة أن الجموع تتبع يسوع، دالا بذلك على أنها تطلب فيه بشعور ما زال غامضا ذلك المعلم الذي لم تجده في رابيي المجمع الرسميين (4 / 25 و 8 / 1 و 12 / 15 و 14 / 13 الخ)، 4) في مرحلة ثانية، يقوم يسوع بانتقاد هذا الاتباع، مبينا أنه يرمي إلى أكثر بكثير مما تصورته الجموع أولا، علما بأنه يقتضي لا أقل من حمل الصليب (16 / 24).
(20) " بشارة الملكوت ". عبارة ينفرد بها متى (9 / 35 و 24 / 14)، وهي تدل، إما على التبشير بمجئ الملكوت في شخص يسوع المسيح هذا (راجع 3 / 2 +)، وإما على التبشير بوجه عام، بما فيه تعليم يسوع في إنجيل متى بكامله.
(21) تدل " الأشفية "، بالإضافة إلى إعلان البشارة، على أن ملكوت الله يظهر بالعمل، إن إنجيل متى بكامله مبني على ثنائية القول والعمل في نشاط يسوع الرسولي (راجع 10 / 1 - 7 و 8 و 11 / 5 +) يريد متى باستعماله كلمة " كل " لفت النظر إلى ما في عمل يسوع من بعد شمولي، وقد يلمح إلى اش 53 / 4 المستشهد به في متى 8 / 17.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة