الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤١
- 2 - [يوحنا يعد الطريق ليسوع] [رسالة يوحنا في البرية] [3] 1 في تلك الأيام (1)، ظهر يوحنا المعمدان ينادي (2) في برية اليهودية (3) فيقول:
2 " توبوا (4)، قد اقترب (5) ملكوت السماوات " (6). 3 فهو الذي عناه النبي أشعيا بقوله:
" صوت مناد في البرية:
أعدوا طريق الرب واجعلوا سبله قويمة " (7).
4 وكان على يوحنا هذا لباس من وبر الإبل، وحول وسطه زنار من جلد. وكان طعامه الجراد والعسل البري (8). 5 وكانت تخرج إليه أورشليم وجميع اليهودية وناحية الأردن كلها، 6 فيعتمدون (9) عن يده في نهر

(1) " في تلك الأيام ". هذه العبارة تدل هنا، وفي النص اليوناني عادة، على انتقال إلى فقرة ليس لها صلة زمنية بما سبق. يتألف هذا النص من ثلاث فقرات تمهد لرواية حياة يسوع العلنية، كما الأمر هو في مرقس ولوقا: كرازة يوحنا (3 / 1 - 12) ومعمودية يسوع (3 / 13 - 17) وتجربة يسوع (4 / 1 - 14).
(2) " ينادي ". من الاستعمال العادي (المناداة باسم الملك: راجع تك 41 / 43)، انتقل المعنى إلى الحقل الديني (المناداة باسم الله: راجع يوء 2 / 1). تستعمل هذه الكلمة هنا للدلالة على كرازة يوحنا المعمدان، وستستعمل أيضا للدلالة على كرازة يسوع (4 / 17) وتلاميذه (10 / 7 و 27) والكنيسة الأولى (رسل 8 / 5). في إنجيل متى (ما عدا 11 / 1)، يرد مضمون المناداة بإيجاز (3 / 2 - 3 و 4 / 17 و 10 / 7) أو يشار إليه بعبارتي " بشارة الملكوت " (4 / 23 و 9 / 35 و 24 / 14) أو " البشارة " (26 / 13). يجدر بالذكر أن فعلي " نادى " و " بشر " (= أعلن بشرى) كانا شبه مترادفين في نص الترجمة اليونانية السبعينية (راجع 2 صم 1 / 20 واش 40 / 9).
(3) " اليهودية " عبارة ينفرد بها متى ولا ترد إلا هنا.
تدل على منطقة غير محددة تحديدا دقيقا، تقع بين سلسلة الجبال الممتدة من أورشليم إلى حبرون، والبحر الميت أو الأردن السفلي (راجع 3 / 6 حيث يحدد مكان رسالة يسوع على وجه أدق). لا يهتم متى بتحديد المكان على وجه دقيق، بقدر ما يهتم بمعنى " البرية " في الكتاب المقدس (راجع 4 / 1 و 11 / 7 و 14 / 13 و 24 / 26). في هذه المنطقة القليلة السكان، عثر في 1947 على آثار ومخطوطات " البحر الميت ". راجع 1 مك 2 / 29: " حينئذ نزل كثيرون إلى البرية، ممن يبتغون العدل والحق، ليقيموا هناك ".
(4) " توبوا ". يرد هذا الفعل والاسم المشتق منه في إنجيل متى في قرائن أدبية توليهما أهمية كبرى (3 / 2 و 4 / 17 و 11 / 20 - 21 و 12 / 41). إن فعل تاب يدل على أكثر من المعنى المستمد من الأصل اليوناني (وهو تغيير في العقلية)، يدل على الموضوع الرئيسي الذي عالجه إرميا والأنبياء في العهد القديم، وهو موضوع تغيير الطريق والعودة بلا شرط إلى إله العهد. يوحد متى بين مواعظ المعمدان ويسوع (3 / 2 و 4 / 17)، مع التمييز بين خدماتهما الرسولية: يوحنا يعمد بالماء. أما يسوع فبالروح القدس (3 / 11).
(5) " قد اقترب " أو " صار قريبا ". العبارة نفسها في 4 / 17 و 10 / 7 (الفعل نفسه في 21 / 1 و 34 و 26 / 45 - 46). نفسر هذه العبارة في أيامنا على الوجه التالي: 1) الملكوت قريب، أو قريب جدا (يبشر يسوع بمجئ هذا الملكوت على وجه وشيك وشامل)، 2) الملكوت حاضر (راجع 12 / 28 مع فعل آخر:
" وافاكم ")، وهذا الحضور يمكن فهمه بطرق مختلفة: فإما أن هذا الملكوت قد حقق تماما، وإما أنه افتتح افتتاحا سريا في شخص يسوع ونشاطه، على أن يظهر علانية للجميع في وقت قريب. مهما يكن من أمر، فإن مجئ الملكوت يقتضي أن يتوب الإنسان.
(6) يفضل متى استعمال " ملكوت السماوات " على استعمال " ملكوت الله "، جريا على عادة اليهود في تجنب لفظ اسم الله (ما عدا متى 12 / 28 و 19 / 24 و 21 / 31 و 43).
ولا تعني كلمة " السماوات " أن هذا الملكوت سماوي، بل إن الرب الذي في السماوات (5 / 48 و 6 / 9 و 7 / 21) يملك على العالم. ورد في العهد القديم أن الملكوت هو للرب (مز 22 / 29 و 103 / 19 و 145 / 11 - 13 الخ)، ولكن متى يبشر بأن هذا الملكوت الدائم قد " اقترب " من الناس في شخص يسوع.
(7) راجع أشعيا 40 / 3. استبدل الإزائيون " سبله " ب‍ " سبل إلهنا "، مطبقين هذه النبوءة على يسوع نفسه.
(8) يرتدي يوحنا لباس الأنبياء التقليدي (زك 13 / 4)، ولا سيما لباس إيليا (2 مل 1 / 8) الذي عاد في شخص يوحنا المعمدان (راجع متى 17 / 9 - 13 وملا 3 / 23).
(9) تعرض هذه المعمودية على الجميع عن يد يوحنا ولا تمنح إلا مرة واحدة، فهي تختلف عن توضؤات الحسيديم الطقسية (التي كانت يومية) وعن معمودية الدخلاء (التي كانت " تطهرهم " لتمكنهم من الاتصال باليهود):
راجع مر 1 / 4 +. معمودية يوحنا مرتبطة بالتوبة، فهي تمهد للمعمودية التي أتى بها يسوع (متى 3 / 11).
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة