ولهذا قد جعلوا مكانه (تأليفات) أربع مشكوكا في صحتها، وفي نسبتها التاريخية، كما أنها مكتوبة باللغة اليونانية، وهي لغة لا تتفق طبيعتها مع لغة عيسى الأصلية التي هي لغة سامية، لذلك كانت صلة السماء بهذه الأناجيل اليونانية أضعف بكثير من صلتها بتوراة اليهود، وقرآن العرب (1).
ويقول كذلك في نفس الرسالة: (ثم الأناجيل: ألم يدخل عليها التنقيح والتهذيب في كثير من المواضيع؟ التي لم تعرف بعد، ولماذا أغفل رجال الأناجيل ثلاثين عاما من حياة المسيح؟ دون أن يذكروا لنا فيها شيئا إلا ما اختص بالسنين الثلاث الأخيرة.
وإذا أخذنا بما قيل أن اثنين من الرسل الأربعة قد ذكروا أشياء عن عهد الطفولة الأولى للمسيح، فإن هذا الحذف من السنين بعد ذلك يدعو إلى فداحة الأمر لأنه يترك المجال فسيحا لجميع أنواع التأويلات والشبهات التي قد يكون أقلها خطرا ما يقال من أن المسيح طول سني حياته الناضجة لم يكن شيئا مذكورا، وأن تصرفاته لم تكن تدل على حياة خارقة للعادة مما قد تنسب إلى (ابن) الله (2)!.
ويقول أيضا: (وأمر آخر فات رجال الأناجيل، ذلك أنه مع عظيم خطر هذه الثلمة في سني حياة المسيح فإن الأناجيل لم ينلها التنقيح الواجب الدال على المهارة والذكاء ذلك لأن واضعيها - وهم قليلو الخبرة بعلم النفس لم يدركوا أن ما يصح ذكره على لسان نبي لا يصح أن يقال على لسان ابن الله! وإلا كان الأمر غريبا شاذا نابيا، على أن هذا هو ما قد حصل، فقد جاءت في أناجيلهم كلمات كثيرة على لسان المسيح يعجب لها المرء لصدورها من شخص في منزلته:
1 - فمن أقوال المسيح التي فيها حطة واحتقار لأمه العذراء ما صدر منه في