من المسكر حتى ضلوا بالرؤيا وقلقوا في القضاء " اش 28: 7 ".
ومن الواضح أن ضلال النبي في الرؤيا التي هي نبوته مستلزم للكذب في التبليغ بل نقول: إن ضلال النبي في النبوة أولى بعدم الجواز من الكذب في التبليغ، وأن قلقه في القضاء الذي هو عبارة عن تبليغ حكم الله للمتخاصمين إنما هو الكذب والخطأ في التبليغ.
وأن حزقيال الرسول قد ذكر عنه في السادس والعشرين من حزقيال " 7 - 13 " أنه ذكر عن قول السيد الرب أنه يجلب على صور نبوخذ راصر ملك بابل فيهدم أبراجها ويقتل شعبها بالسيف، وينهبون ثروتها ويغنمون تجارتها ويهدون أسوارها ويهدمون بيوتها البهيجة ويضعون حجارتها وخشبها وترابها في وسط المياه.
وقد ذكر بعد هذا في التاسع والعشرين " 17 - 21 " عن كلام الرب ما يدل على أنه لم يقع مقتضى الوعد السابق وأن نبوخذ راصر ملك بابل استخدم جيشه خدمة شديدة على صور، ولم تكن له ولا لجيشه أجرة من صور لأجل خدمته التي خدم بها عليها، لذلك هكذا قال السيد الرب ها أنا أبذل له أرض مصر فيأخذ ثروتها وينهب غنيمتها فتكون أجرة لجيشه بل أعطيته أرض مصر لأجل شغله الذي خدم.
" فإن قلت: " إن المتكلف قد ذكر يه 2 ج ص " 144 - 147 " عن التواريخ ما يقتضي صدق النبوة الأولى والثانية.
قلت: قد رأينا اعتماده في ذلك على نقل الكتابيين مثل يوسيفوس وبريدو. وجيروم. أن نبوخذ راصر استولى على صور كما في النبوة الأولى ولكن لو سامحناه في صحة هذا النقل وما تكلفه في هذا المقام لكان فيما ذكره شهادة صريحة كافية في كذب هذه النبوة المتضمنة لكون نبوخذ راصر وجيشه ينهبون ثروة صور ويغنمون تجارتها " حز 26: 12 " فإنه اعترف لإصلاح النبوة الثانية " حز 29: 18 " بأن نبوخذ راصر لم يجن من صور فوائد تذكر وأن ثروتها نزفت من طول الحصار.