لرجل ترجمه العرب بأنه جرجيس صال الإنكليزي مولدا ومنشأ، المولود في أواخر القرن السابع عشر، وقد ألحق المعرب هذه المقالة بتذييل مستقل في آخرها وتذييلات متفرقات في أثنائها ثم وقفت على كتاب آخر استعير له اسم " الهداية " وهو يتألف من أربعة أجزاء، ومجموع صفحاتها " 1228 " صفحة تم تأليفها بين سنة 1900 و 1904 م قد تكلف فيه الرد على كتابي " إظهار الحق والسيف الحميدي " وقام بتأليف " الهداية " جماعة من علماء الغرب أو أحدهم الحاقدين على الرسالة المحمدية المنيفة، وقد وجدت الكتابين الأولين على طريقة ينكرها شرع التحقيق في البحث والأدب في الكلام، والأمانة في البيان، ولا يرتضيها خدام المعارف المحافظون على فضلهم ورواج بضاعتهم المتحذرون من وبال الانتقاد ووصمة ظهور الزيف والزيغ، وقد أحببت أن أشير إلى بعض ما فيهما مما حاد عن الأمانة أو تاه في الغفلة خدمة مني للمعارف وإحقاقا للحق وانتقادا للزيف ليثني من يريد الكتابة من جماح تعصبه ويأخذ في مزال الأقدام وعثرات الأقلام بيد قلمه، وقد آثرت أن أجعل ذلك في خلال ما هو الأمثل بنا، بل الواجب علينا من الإرشاد إلى سبيل الهدى ودين الحق وخالص الإيمان وحقيقة العرفان، ودين الإسلام المتكفل بأعدل النظام وأحسن التمدن وأكمل التهذيب لعامة البشر.. الخ ".
وفي " المقدمة السابعة " من الكتاب شرح " رحمه الله " طريقته وأدب مناقشته وأسلوب جداله مع المعترضين على قدس القرآن وشريعة الإسلام، وفصل شروط البرهان والجدل وأخبار الآحاد فقال: " لا يخفى على كل ذي رشد ومعرفة بطريق البحث والمباحثة، إن مباحثة أهل الدين والاعتراض على جامعتهم وأصل دينهم إنما يحسن ولا يعد خبطا ومراوغة عن الحق، إذا كان البرهان عليهم بالمقدمات المنهية إلى بداهة العقل أو المسلمة عند عمومهم، وإذا كان الجدل والالتزام لهم بما يعلم أنه من الدين الذي عكفوا عليه والقدر الجامع بينهم لا بما كان رأيا أو رواية يختص به واحد أو آحاد من أهل ذلك الدين لا يفيد علما ولا يذعن عموم أهل الدين بصحته أو أنه من دينهم، فإن تشبث خصمهم بمثل هذا في الاحتجاج على جامعتهم كان ذلك حيادا عن الحق لضعف الحجة وضيق الخناق، ولأجل هذا لم أعتمد في هذا الكتاب في البرهان