وحسن الاختيار وكمال الرشد ومميزا لمن يحل عليه بالأحوال العقلائية والأفعال السديدة لكي يعلو مقامه في البشر ويتم نفعه وتنجح مساعيه في الاصلاح.
فكيف يكون سببا للهيام في البرية والذهول الذي تتهاجم عليه ظنون السوء من الناس.
والأمر المدهش أن يكون نزول الروح يعقبه تصرف إبليس ونفوذ قدرته في المسيح رسول الله وينقله من مكان إلى مكان، إلى جبل عال، وإلى جناح الهيكل، بل يتصرف إبليس في حواس المسيح فيريه جميع ممالك المسكونة ومجدها - يا سيدي هذه أمور لا تليق بجلال الله ولا بقدس الرسول - وإذا قلنا بمقالة أصحابنا في تأليه المسيح وإنه الإله المتجسد الجامع لأقنوم الابن وأقنوم الروح القدس فإن المصيبة تكون عظيمة ما فوقها مصيبة إذ يكون إبليس يتصرف بالإله هذا التصرف الكبير ويتلاعب به هذا التلاعب ويطلب إبليس أن يسجد الإله له.
وكيف لا يقول له اخسأ يا شيطان فإني أنا الإله المتجسد وجميع ما في الكون في سلطاني ولي السجود.
ولكن يا للأسف لا يمكن أن يجيبه بهذا الجواب بعد ما تصرف به إبليس ذلك التصرف الكبير.
يا سيدي وإن إنجيل لوقا قيد مفارقة إبليس للمسيح وجعلها إلى حين.
فهل يعرف منه لإبليس مع المسيح مواقف أخر في التصرف به.
اليعازر: أرى هذه الأناجيل كأنها وبال على قدس سيدنا المسيح وعلو مقامه في مجد الرسالة.
القس: اقرأ يا عمانوئيل وستسمع يا اليعازر شيئا كثيرا ولكن لا تتكلم بحدة.