عمانوئيل: إن بني إسرائيل كانوا ملتفتين كما شهدت لهم التجارب إلى أن انتظام جامعتهم القومية وجامعتهم السياسية. واستقلالهم السياسي. وشرف جامعتهم ورياساتهم إنما تكون بانضمامهم إلى الديانة الموسوية وكتاب التوراة. لكن كثيرا ما تأخذهم سكرة الأهواء وضلال الشرك فيسحقون الديانة الموسوية وكتاب التوراة. وأما إذا أفاقوا من هذه السكرة لم يكن لهم بد من أن يجعلوا صورة الديانة الموسوية واسم التوراة وساما رسميا لقوميتهم وشرفهم وسياستهم.
وكانوا في أيام يوشيا في حال إفاقة من سكراتهم الطويلة.
ولكن سلفهم لم يبقوا لهم ذلك الوسام الرسمي الكريم.
ولما سمعوا باسم ذلك الوسام أغفلهم الشرق إليه عن كل اعتراض. وصدق لهم سريعا على أمانة حلقيا. فاكتسب ذلك السفر صفة الرسمية الثابتة.
ألا ترى يا والدي أن اليهود والنصارى يعترفون بأن الأصل العبراني المقدس في مقدسات اليهود فيه غلط كثير أشرنا إلى بعضه فيما تقدم وفي خصوص صحيفة 63 و 64 وستأتي قريبا إشارتنا إلى الباقي فصححوه بأجمعهم في الحواشي وأبقوا ذلك الغلط مقدسا لا سلطة عليه في المتن لحقيقة التصحيح. كل ذلك لأن النسخة المغلوطة اكتسبت يوما من الأيام صفة الرسمية فلا يحكم عليها حاكم الصواب بعد ذلك.
يا والدي وربما يغالطهم في تصديق حلقيا مضافا إلى ما تقدم ما يجدون في بعض سفره من الموافقة لبعض ما بقي عند كهنتهم وشيوخهم من رسوم الشريعة والكلمات المحفوظة بنقل الآباء عن الأسلاف عن التوراة الفقيدة.
فإني أرى كثيرا من الكاتبين الروحانيين يستشهدون لصحة كتب