أعور، وكان شريح إذا أشكل عليه الشئ بعث إليه، وكل شئ روى ابن سيرين عن عبيدة فهو عن علي سوى رأيه " (1).
وقال ابن حجر: " وكان من أصحاب علي وعبد الله " (2).
وقال أيضا: " وعده علي بن المديني في الفقهاء من أصحاب ابن مسعود " (3).
فظهر أن ما ذكره من تفقه عبيدة السلماني على غير الإمام عليه السلام إفك محض وبهت بحت، لأن تفقهه ليس إلا عليه إما مباشرة وإما بواسطة تلميذه عبد الله بن مسعود، لكن التفقه على الإمام عليه السلام والأخذ عنه لا يلازم التشيع والمتابعة، كما ذكرنا، ومن هنا نرى أن هذين الرجلين لم يكونا على مذهب الإمام عليه السلام، بل كان بعض فتاويهما في الكوفة على خلاف رأيه، إلا أن الإمام تركهما على ذلك خشية الفتنة والاختلاف، ففي البخاري: " حدثنا علي بن الجعد، نا شعبة بن أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيدة عن علي قال: أقضوا كما كنتم تقضون، فإني أكره الاختلاف، حتى يكون الناس جماعة، أو أموت كما مات أصحابي " (4).
وقد أوضح ذلك شراح البخاري، قال ابن حجر: " قوله: عن علي قال:
أقضوا كما في رواية الكشميهني على ما كنتم تقضون. قيل: وفي رواية حماد بن زيد عن أيوب: أن ذلك بسبب قول علي بن بيع أم الولد، وأنه كان يرى هو وعمر أنهن لا يبعن، وأنه رجع عن ذلك فرأى أن يبعن. قال عبيدة: فقلت له: رأيك ورأي عمر في الجماعة أحب إلي من رأيك وحدك في الفرقة، فقال علي ما قال. قلت:
وقد وقفت على رواية حماد بن زيد، أخرجها ابن المنذر عن علي بن عبد العزيز عن أبي نعيم عنه، وعنده قال لي عبيدة: بعث إلي علي وإلى شريح فقال: إني أبغض