بين رجلين كأني أنظر إلى رجليه تخطان من الوجع، فأراد أبو بكر أن يتأخر فأومأ إليه النبي (صلى الله عليه وآله) أن مكانك، ثم أتى به حتى جلس إلى جنبه، فكان النبي (صلى الله عليه وآله) يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر " (1).
وهذه الرواية تثبت بأن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يوص بالصلاة لأبي بكر، لأن النبي (صلى الله عليه وآله) خرج إلى الصلاة بالرغم من مرضه الشديد منعا لصلاة أبي بكر بالناس.
أما ما قالته عائشة من أن النبي (صلى الله عليه وآله) يصلي بالناس وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر فهذا يدل على إمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله) للصلاة.
لقد جاء حديث صلاة أبي بكر بدل النبي (صلى الله عليه وآله) في صبيحة يوم الاثنين عن طريق عائشة وأنس بن مالك. واختلفت الروايات مرة أن أبا بكر صلى بالناس ثلاثة أيام، ومرة أنه صلى بهم صلاة صبح يوم الاثنين (يوم وفاته). واختلاف الروايات دليل بطلانها.
ويرد الحديث أيضا بأدلة أخرى منها: أن عائشة وفي سبيل السيطرة على ملك المسلمين لابن عمها طلحة أو لابن أختها عبد الله بن الزبير افتعلت حرب الجمل التي راح ضحيتها قريب من عشرين ألف مسلم فما كانت ستفعل في سبيل ملك أبيها! فهل يصح مع هذا قبول حديثها في موضوع خلافة أبيها؟
لقد ردت عائشة نفسها ذلك الحديث إذ قالت بأن النبي (صلى الله عليه وآله) قد قال لها إنكن صواحب يوسف.
ومن الطبيعي أن يقول لها النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك لأنها احتالت والحت في قضية إمامة أبيها صبيحة يوم الاثنين.
فالنبي (صلى الله عليه وآله) لم يكن ليتكلم بهذا الكلام الجارح إن لم تكن القضية خطيرة،