إذن كان مطلب عمر الأساسي ينحصر في أمرين: إحراق البيت أو فتح الباب. وعندها لم تجد فاطمة (عليها السلام) مفرا من فتح الباب ولما فتحت الباب وقعت المصيبة!
وكان الواجب الأخلاقي يحتم على عمر، عند فتح فاطمة (عليها السلام) الباب له، أن يتعامل معها بكل لطف وإحسان، فيطالب بالحديث مع علي (عليه السلام) لدعوته للمجئ إلى مقر حكومة أبي بكر. ومراعاة الآية القرآنية القائلة: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكي لكم والله بما تعملون عليم} (1) وقوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} (2). والالتزام بعهود بيعة الرضوان في الدفاع عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وآله كدفاعهم عن أنفسهم وأهلهم وقد بايع فيها عمر وأبو بكر وصحبهم.
ولكن هذا لم يحدث! فهجمت الجماعة بشكل صاعق على بيت بني المصطفى شاهري سيوفهم، يتقدمهم عمر بن الخطاب بيده مشعل نار.
وظاهر الأمر، أن فاطمة (عليها السلام) لم تتوقع أن ضغط الباب عليها، ولم تتصور أنهم سيدخلون بيتها بلا إذن، فبقيت متسترة ومحتجبة بالباب، فهو سترها.
وعندها حصرها عمر وضغطها ضغطة شديدة بين الحائط والباب؟! لم يراع فيها حرمة لمحمد المصطفى (صلى الله عليه وآله) ولا لعلي المرتضى (عليه السلام) وخديجة الكبرى ولا للحسن والحسين وأنها سيدة النساء ولا كونها حاملا، ولا كونها مبتلاة بموت أبيها ودفنه بالأمس!
وهذه الحادثة ذكرتني بقول الخليفة عمر: لقد دفنت ابنتي، وهي تنفض