22 - وفي ص 52 باب 70:
وقال (عليه السلام): " الإخلاص يجمع فواضل الأعمال، وهو معنى افتتاحه القبول وتوقيعه الرضا، فمن تقبل الله منه ويرضى عنه فهو المخلص وإن قل عمله، ومن لا يتقبل الله منه فليس بمخلص وإن كثر عمله، اعتبارا بآدم (عليه السلام) وإبليس عليه اللعنة، وعلامة القبول وجود الاستقامة ببذل كل محاب مع إصابة كل حركة وسكون، والمخلص ذائب روحه، باذل مهجته في تقويم ما به، العلم والأعمال والعامل والمعمول بالعمل، لأنه إذا أدرك ذلك فقد أدرك الكل، وإذا فاته ذلك فاته الكل، وهو تصفية معاني التنزيه في التوحيد، كما قال الأول: هلك العاملون إلا العابدون، وهلك العابدون إلا العالمون، وهلك العالمون إلا الصادقون، وهلك الصادقون إلا المخلصون، وهلك المخلصون إلا المتقون، وهلك المتقون إلا الموقنون، وإن الموقنين لعلى خطر عظيم، قال الله تعالى: * (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) * وأدنى حد الإخلاص بذل العبد طاقته، ثم لا يجعل لعلمه عند الله قدرا فيوجب به على ربه مكافاة لعمله بعلمه أنه لو طالبه بوفاء حق العبودية لعجز، وأدنى مقام المخلص في الدنيا السلامة من جميع الآثام، وفي الآخرة النجاة من النار والفوز بالجنة ".
وفي ص 19: قال (عليه السلام): " داوم على تخليص المفروضات والسنن فإنهما الأصل، فمن أصابهما وأداهما بحقهما فقد أصاب الكل، وإن خير العبادات أقربها بالأمن وأخلصها من الآفات وأدومها وإن قل، فإن سلم لك فرضك وسنتك فأنت عابد، واحذر أن تطأ بساط ملكك إلا بالذلة والافتقار، والخشية والتعظيم، وأخلص حركاتك من الرياء، وسرك من القساوة، فإن النبي (عليه السلام) قال: المصلي مناج ربه، فاستحي من المطلع على سرك، والعالم بنجواك وما يخفي ضميرك، وكن بحيث يراك لما أراد منك، ودعاك إليه ".
ونقله عنه في " البحار " ج 68 ص 215.