" عمران "، فقالت فاطمة: " والذي بعثك بالحق نبيا ما علي إلا عباءة "، قال:
" اصنعي بها هكذا وهكذا " وأشار بيده، فقالت: " هذا جسدي قد واريته فكيف برأسي؟ " فألقى إليها ملاءة كانت عليه خلقة، فقال: " شدي بها على رأسك "، ثم أذنت له فدخل، فقال: " السلام عليكم يا ابنتاه، كيف أصبحت؟ " قالت: " أصبحت والله وجعة، وزادني وجعا على ما بي أني لست أقدر على طعام آكله، فقد أضر بي الجوع "، فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: " لا تجزعي يا ابنتاه، فوالله ما ذقت طعاما منذ ثلاث، وأني لأكرم على الله منك، ولو سألت ربي لأطعمني، ولكني آثرت الآخرة على الدنيا "، ثم ضرب بيده على منكبها وقال لها: " أبشري، فوالله إنك لسيدة نساء أهل الجنة "، قالت: " فأين آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران؟ " قال: " آسية سيدة نساء عالمها، ومريم سيدة نساء عالمها، وأنت سيدة نساء عالمك، إنكن في بيوت من قصب، لا أذى فيها ولا صخب ولا نصب "، ثم قال لها:
" اقنعي بابن عمك، فوالله لقد زوجتك سيدا في الدنيا سيدا في الآخرة ".