الله وقد أمر صلى الله عليه وآله يومئذ - كما ترجمته من الإصابة نقلا عن الصحيحين - أن يستنصت الناس.
فإسلامه لا بد أن يكون قبل تلك الحجة، ونزول المائدة لم يكن قبلها يقينا (1).
وأيضا أخرج الطبراني عن جرير - كما في ترجمته من الإصابة - قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أخاكم النجاشي قد مات وموت النجاشي إنما كان قبل نزول المائدة إذ لا كلام في أنه مات قبل السنة العاشرة.
وللقسطلاني هنا تشبث آخر غريب إذ قال - حول المسح على الخفين -: وليس المسح بمنسوخ لحديث المغيرة الصريح بمسح النبي صلى الله عليه وآله خفيه في غزوة تبوك وهي آخر غزواته والمائدة نزلت في غزوة المريسيع إلى آخر كلامه.
قلت: غزوة المريسيع هي غزوة بني المصطلق كانت لليلتين خلتا من شعبان سنة خمس وقيل سنة أربع كما في البخاري نقلا عن ابن عقبة وعليه جرى النووي في الروضة وقيل سنة ست للهجرة، وقد نزلت بعدها المائدة وكثير من السور، وإنما نزلت فيها آية التيمم وهي قوله تعالى في سورة النساء: وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا.
والرواية في ذلك ثابتة عن عائشة أخرجها الواحدي في كتابه أسباب النزول فراجع لتكون على يقين من أن القسطلاني قد اشتبهت عليه آية