الأسماء الحسني وله الحمد في الآخرة والأولى حتى يرضي وبعد الرضي إنه هو العلي الكبير، الله أكبر كبيرا متكبرا وإلها عزيزا متعززا ورحيما عطوفا متحننا يقبل التوبة ويقيل العثرة ويعفو بعد القدرة، ولا يقنط من رحمة الله إلا القوم الضالون 637 الله أكبر كبيرا، ولا إله إلا الله مخلصا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، والحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، من يطع الله ورسوله فقد اهتدى وفاز فوزا عظيما ومن يعصهما فقد ضل ضلالا بعيدا.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله وكثرة ذكر الموت، وأحذركم الدنيا التي لم يمتع بها أحد قبلكم ولا بقي لأحد بعدكم، فسبيل من فيها سبيل الماضين من أهلها، ألا و إنها قد تصرمت وأذنت بانقضاء وتنكر معروفها وأصبحت مدبرة مولية فهي تهتف بالفناء وتصرخ بالموت قد أمر منها ما كان حلوا وكدر منها ما كان صفوا فلم يبق منها إلا شفافة كشفافة الإناء وجرعة كجرعة الإداوة 638 لو تمززها الصديان لم تنقع غلته، فأزمعوا عباد الله على الرحيل عنها وأجمعوا متاركتها فما من حي يطمع في بقاء ولا نفس إلا وقد أذعنت للمنون ولا يغلبنكم الأمل، ولا يطل عليكم الأمد فتقسو قلوبكم ولا تغتروا بالمنى وخدع الشيطان وتسويفه، فإن الشيطان عدوكم حريص على إهلاككم، تعبدوا لله عباد الله أيام الحياة فوالله لو حننتم حنين الواله المعجال ودعوتم دعاء الحمام وجاءرتم جؤار مبتلي الرهبان