الخائف فارتحلوا رحمكم الله منها بأحسن ما بحضرتكم 629 من الزاد، ولا تطلبوا منها سوى البلغة وكونوا فيها كسفر 630 نزلوا منزلا فتمتعوا منه 631 بأدنى ظل ثم ارتحلوا لشأنهم ولا تمدوا أعينكم فيها إلى ما متع به المترفون وأضروا فيها بأنفسكم فإن ذلك أخف للحساب وأقرب من النجاة.
ألا إن الدنيا قد تنكرت وأدبرت وآذنت بوداع، ألا وإن الآخرة قد أقبلت و أشرفت ونادت باطلاع، ألا وإن المضمار اليوم وغدا السباق، ألا وإن السبقة الجنة والغاية النار، أفلا تائب من خطيئته قبل هجوم منيته، أو لا عامل لنفسه قبل يوم فقره وبؤسه جعلنا الله وإياكم ممن يخافه ويرجو ثوابه.
ألا وإن هذا اليوم يوم جعله الله عيدا وجعلكم له أهلا، فاذكروا الله يذكركم و كبروه وعظموه وسبحوه ومجدوه وادعوه يستجب لكم واستغفروه يغفر لكم و تضرعوا وابتهلوا وتوبوا وأنيبوا وأدوا فطرتكم فإنها سنة نبيكم وفريضة واجبة من ربكم، فليخرجها كل امرئ منكم عن نفسه وعن عياله كلهم ذكرهم و أنثاهم صغيرهم وكبيرهم حرهم ومملوكهم، يخرج كل 632 واحد منهم صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو نصف صاع من بر من طيب 633 كسبه طيبة بذلك نفسه.
عباد الله! وتعاونوا على البر والتقوى وتراحموا وتعاطفوا وأدوا فرائض الله عليكم فيما أمركم به من إقامة الصلوات المكتوبات وأداء الزكوات وصيام شهر رمضان وحج البيت والأمر بالمعروف والتناهي 634 عن المنكر والاحسان إلى