قدرتك عما تريد، علوت في دنوك ودنوت في علوك ولطفت في جلالك وجللت في لطفك لا نفاد لملك ولا منتهى لعظمتك ولا مقياس لجبروتك ولا استحراز من قدرتك.
اللهم! فأنت الأبد بلا أمد والمدعو فلا منجا منك والمنتهى فلا محيص عنك والوارث فلا مقصر 179 دونك، أنت الحق المبين والنور المنير والقدوس العظيم، وارث الأولين والآخرين، حياة كل شئ ومصير كل ميت 180، وشاهد كل غائب 181 وولي تدبير الأمور، اللهم! بيدك ناصية كل دابة 182 وإليك مرد كل نسمة وبإذنك تسقط كل ورقة ولا يعزب عنك مثقال ذرة.
اللهم! فت أبصار الملائكة وعلم النبيين وعقول الإنس والجن وفهم خيرتك من خلقك القائم بحجتك والذاب عن حريمك والناصح لعبادك فيك، والصابر على الأذى والتكذيب في جنبك، والمبلغ رسالاتك، فإنه قد أدي الأمانة ومنح النصيحة وحمل على المحجة وكابد العزة 183 والشدة فيما كان يلقى من جهال قومه.
اللهم! فأعطه بكل منقبة من مناقبه وكل ضريبة من ضرائبه وحال من أحواله ومنزلة من منازله رأيته لك فيها ناصرا وعلى مكروه بلائك صابرا خصائص من عطائك وفضائل من حبائك 184 تسر بها نفسه وتكرم 185 بها وجهه وترفع بها مقامه وتعلي بها شرفه على القوام بقسطك والذابين عن حرمك والدعاة إليك