والقدم الأزلية، دلت السماء على مدائحك وأبانت عن عجائب صنعك زينتها للناظرين بأحسن زينة وحليتها بأحسن حلية ومهدت الأرض وفرشتها 115 وأطلعت النبات 116 وأنزلت من المعصرات ماء ثجاجا لنخرج به حبا ونباتا وجنات ألفافا فأنت رب الليل والنهار والفلك الدوار والشموس والأقمار والبراري والقفار والجداول والبحار والغيوم والأمطار والبادين والحضار وكل ما يكمن ليلا ويظهر بنهار 117 وكل شئ عندك بمقدار، سبحانك يا رب الفلك الدوار ومخرج الثمار رب الملكوت والعزة والجبروت وخالق الخلق وقاسم الرزق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل، وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار، إلهي أنا عبدك الذي أوبقته ذنوبه وكفرت عيوبه 118 وقلت حسناته وعظمت سيئاته وكثرت زلاته واقف بين يديك نادم على ما قدمت مشفق مما أسلفت طويل الأسى على ما فرطت مالي منك خفير ولا عليك مجير ولا من عذابك 119 نصير، فأنا 120 أسألك سؤال وجل مما قدم مقر بما اجترم أنت مولاه وأحق من رجاه وقد عودتني العفو والصفح، فأجرني على جميل 121 عوائدك عندي يا أرحم الراحمين! وصلى الله على محمد رسوله 122 وآله.
(١٩٤)