وبينه ليل ديجور وأبواب وستور، وحصل على ظنون كواذب ومطامع غير صوادق هجع عن حاجته الذي أمله وتناساها الذي سأله، أفتراه المغرور لم يدر 112 أنه لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا رازق لمن حرمت ولا ناصر لمن خذلت، أو تراه ظن أن الذي عدل عنك إليه وعول من دونك عليه يملك له أو لنفسه نفعا أو ضرا، خسر والله خسرانا مبينا يسترزق من يسترزقك، ويسأل من يسألك، ويمتاح من لا يميحه إلا بمشيتك ولا يعطيه إلا مما وهبت له من نعمتك وفاز والله عبد هداه الاستبصار وصحت له الأفكار وأرشده الاعتبار وأحسن لنفسه له الاختيار فقام إليك بنية منه صادقة ونفس مطمئنة بك واثقة فناجاك بحاجته متذللا وناداك متضرعا واعتمد عليك في إجابته متوكلا وابتهل يدعوك وقد رقد السائل والمسؤول وأرخيت لليل سدول وهدأت الأصوات وطرق عيون عبادك السبات فلا يراه غيرك، ولا يدعو 113 إلا لك ولا يسمع نجواه إلا أنت ولا يلتمس طلبتها إلا من عندك ولا يطلب إلا ما عودته من رفدك بات بين يديك لمضجعه هاجرا وعن الغموض نافرا ومن الفراش بعيدا وعن الكري يصد صدودا أخلص لك قلبه وذهل من خشيتك لبه يخشع لك ويخضع ويسجد لك ويركع، يأمل من لا تخيب فيه الآمال ويرجو مولاه الذي هو لما يشاء فعال موقن أنه ليس يقضي غيرك حاجته ولا ينجح سواك طلبته فذاك والله الفائز 114 بالنجاح الأخذ بأزمة الفلاح المكتسب أوفر الأرباح، سبحانك يا ذا القوة القوية
(١٩٣)