هل الإسلام حضارة؟ أو هل يخلق حضارة؟
الإسلام معتقد ديني إلهي خارج نطاق العقل البشري. كما أنه خارج نطاق السيطرة البشرية، ولا دخل للإنسان في " صنعه ". كما أنه يتسم بالثبات في خاصة في جانبه التعبدي، فضلا عن كونه غير قابل للتطور أو التدهور عقيدة أو شعائر.
في مقابل ذلك نجد أن الحضارة مشتقة من التحضر والتمدن وهي مجموعة المنجزات الفكرية والاجتماعية والأخلاقية والصناعية، التي يحققها مجتمع معين في مسيرته لتحقيق الرقي والتقدم..
ومما يلاحظ بهذا الصدد أن مفهوم الحضارة عند أهل اللغة خلاف البداوة الدالة على البدائية. والدليل على أن الدين لا يمكن أن يكون حضارة، انعدام ما يسمى بالحضارة الإسلامية في العصر الحديث، في حين إننا نطلق هذا المسمى على المنجزات الفكرية والمادية للمسلمين القدامى، مع العلم أن ظاهرة التدين الآن أفضل منها بكثير في عصر الخلفاء العباسيين حيث الفجور واللهو والفسق.
إضافة إلى أن المدينة المنورة كانت أكثر المناطق الإسلامية تخلفا على الصعيد الحضاري. في حين إنها كانت أكثر تدينا خاصة في فترتي النبوة والخلافة الراشدة!!
نخلص من ذلك إلى أن الدين بذاته لا يمكن أن يكون حضارة، ومع ذلك نسميها حضارة إسلامية! وهي ليست كذلك.
قد يقول البعض إن التسمية تستمد مشروعيتها باعتبار أن صناع هذه المنجزات من المسلمين بشكل عام، وهذا صحيح ولكن هل كل هذه المنجزات إسلامية؟ بالطبع لا. لذلك يقترح البعض استخدام مصطلح " حضارة دار الإسلام "، كما نقول الحضارة الصينية نسبة إلى مكان جغرافي محدد هو الصين، والحضارة الفارسية، نسبة إلى الفرس أو فارس، والحضارة الأوروبية، ولم نقرأ عن الحضارة البوذية أو الحضارة النصرانية.
لذلك من الخطأ وصف حضارة المسلمين بالاسلامية، ليس فقط لأنها ليست كذلك،