وحتى لا نضيع الوقت في حكايات هؤلاء المرتزقة، فإنني أوجه السؤال التالي للرأسمالي، لعله يبدأ في التفكير لأول مرة في حياته:
لو أننا أتينا بعينة عشوائية من سكان الأرض بعدد كاف لإنشاء أمة ذات حضارة (قل 200 مليون مثلا) ووضعناهم في أرض ذات موارد كافية لبناء حضارة والاستمرار فيها، فكيف يمكن أن تنشأ الحضارة؟
المصيبة أن هؤلاء الببغاوات لم يفهموا أن الحضارة هي الايدلوجية وهي نظام الحياة! وبدون أن يتفق عدد كاف من الناس عليها، فلن يكون هناك علم، ولن تكون هناك مدنية. فالعلم والمدنية هي نتيجة تشكل الأمة وامتلاك العقيدة والإيدلوجية التي يصاغ وفقها المجتمع وتحدد رسالة الأمة وأهدافها العليا.
ولا مرحبا بالرأسمالي، وكل الببغاوات والأبواق الغربية.
لا حزن إلا في جهنم ولا سعادة إلا في الجنة وكتب غشمرة:
الواقع أن مقال الدكتور البغدادي حوى مجموعة من المغالطات؟! ولا أدري كيف غاب عنه أننا حين نتكلم عن الإسلام فإننا نتكلم عن مبادئ متكاملة، مبادئ تشمل العبادات والمعاملات والأحكام، ولم يقل أحد إن العبادات وحدها هي التي تصنع الحضارة، أي حضارة، بل الحضارة هي نتاج هذا كله، هي نتاج العبادات والمعاملات، ونتاج الأشخاص والأشياء والأفكار.
وحين يتحكم الدين في الأشخاص والأشياء والأفكار، وحين يفهم الدين على أنه المحرك الأول بشقيه (العبادات والمعاملات)، للأشخاص والأشياء والأفكار، نفهم حين ذاك معنى مقولة إن الدين ينشئ الحضارة.
والواقع هو الدليل على نقض مقولة الدكتور البغدادي!